أفرد التصريح الحكومي الذي قدمه الوزير الأول الاستاذ عباس الفاسي أهمية خاصة للبعد الديني للمملكة وأمن المواطنين الروحي. وذكر التصريح أن تحصين الهوية الدينية للمغاربة وتقوية حسن الانتماء والمحافظة على الهوية والإنسية المغربية شكلت أولويات العمل الحكومي تنفيذا للتوجيهات السامية لجلالة الملك أمير المؤمنين وخدمة للإنسية المغربية بمختلف روافدها. وعكس التصريح الحكومي الهام الذي ألقاه الاستاذ عباس الفاسي بمجلسي النواب والمستشارين الرؤية المتكاملة والمندمجة والمتسمة بالوضوح والهادفة إلى تحصين الأمة وتثبيت القيم الدينية السمحة التي انتهجتها الحكومة في تدبير الشأن الديني بالبلاد وفق خطة للتأطير الروحي وتحصين عقيدة المغاربة ضد كل أشكال التشكيك والزعزعة. وقد تصدت الحكومة وأجهزتها المختلفة بحزم وجد للدعاوى التنصيرية المتسللة والمتخفية وراء العمل الإحساني من أجل صد المغاربة عن عقيدتهم الإسلامية وتصيد الأبرياء من الأطفال والمراهقين والتغرير بهم عن طريق استغلال فقرهم وأوضاعهم الاجتماعية. وأكد الأستاذ عباس الفاسي أن النموذج المغربي لتدبير الشأن الديني تواصل كنموذج مستوحى من ثوابت الأمة ذي الرؤية المتكاملة والمندمجة والواضحة، بهدف تحصين الأمة وتثبيت القيم الدينية السمحة، وفق الرؤية السديدة لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس. وقد تعهد الوزير الأول بمواصلة الاهتمام بالمساجد من خلال أجرأة تنفيذ الخطة الوطنية للارتقاء بها مع القيام بإصلاح التعليم العتيق ونهج خطة للتأطير الديني للعلماء والعالمات والواعظات والمرشدات، وإحداث المجلس العلمي المغربي بأوروبا في أكتوبر 2008 للنهوض بثقافة الحوار ونشر قيم التسامح وتحصين الجالية من التيارات الدخيلة علينا. وقد جسدت حصيلة العمل الحكومي خلال سنواته الثلاث الأولى إجماع المغاربة حول عقيدتهم الإسلامية السمحة في إطار المذهب المالكي السني. وبتجاوبها مع المنطلقات المذهبية التي شكلت طوال حقب تاريخ المملكة تلك اللحمة الروحية التي قوت وحدة المغاربة، تكون الحكومة المغربية قد باشرت بكفاءة واقتدار ملف الأمن الروحي للمغاربة.