أكد الوزير الأول السيد عباس الفاسي أنه تنفيذا للتوجيهات السامية لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، حامى حمى الملة والدين فإن من أسبقيات العمل الحكومي، تحصين الهوية الدينية للمغاربة، وتقوية حس الانتماء والمحافظة على الهوية والإنسية المغربية بمختلف روافدها الثقافية والتراثية. وقال السيد عباس الفاسي، في معرض تقديمه اليوم الاثنين أمام مجلس النواب لحصيلة عمل الحكومة، وذلك بمناسبة انتهاء النصف الأول من الولاية التشريعية، إن "الحكومة تواصل كذلك بناء النموذج المغربي لتدبير الشأن الديني، كنموذج مستوحى من ثوابت الأمة وذي رؤية متكاملة ومندمجة وواضحة، هدفه تحصين الأمة وتثبيت القيم الدينية السمحة، وفق الرؤية السديدة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة أيده الله". وأوضح الوزير الأول، في هذا الإطار، أنه تمت العناية بالقرآن الكريم، حيث ارتفعت وتيرة الترخيص بفتح الكتاتيب القرآنية، كما تم إحداث مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الكريم، مشيرا إلى أنه سيتواصل الاهتمام بالمساجد من خلال أجرأة تنفيذ الخطة الوطنية للارتقاء بالمساجد، مع القيام بإصلاح التعليم العتيق، ونهج خطة للتأطير الديني للعلماء والعالمات والواعظات والمرشدات، وذلك بتنزيل ميثاق العلماء الذي رسم توجهه أمير المؤمنين نصره الله، مذكرا بإحداث المجلس العلمي المغربي بأوروبا في أكتوبر 2008 "للنهوض بثقافة الحوار ونشر قيم التسامح وتحصين الجالية من التيارات الدخيلة علينا". وسجل، في هذا السياق، بأن دستور المملكة إذا كان يضمن لكل واحد ممارسة شؤونه الدينية، فإن ذلك لا يعني تغافل الحكومة أو عدم تعاملها بحزم مع بعض المحاولات اليائسة للتنصير والتشكيك في العقيدة الإسلامية. وأكد السيد عباس الفاسي أن الحكومة مستمرة في تثبيت الهوية وحس الانتماء للوطن، وذلك "من خلال الدور الذي تقوم به منظومتنا التربوية والإعلامية في نشر وترسيخ قيم المواطنة، وتعزيز الانتماء وتثمين الموروث الثقافي واللغوي المغربي"، منوها، بهذه المناسبة، بالعمل الجيد الذي يقوم به المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وفق توجهات الخطاب الملكي بأجدير. وأضاف أنه وفق نفس التوجه تمت انطلاقة القناة الأمازيغية في نفس الوقت الذي تواصل الحكومة فيه دعم تدريس اللغة الأمازيغية بمختلف المدارس المغربية، حيث تدرس 3700 مؤسسة تعليمية اللغة الأمازيغية، في حين وصل عدد التلاميذ الذين تمرسوا على هذه اللغة 560 ألف تلميذ. وموازاة مع ذلك، يقول الوزير الأول، وإضافة إلى تشجيع تعلم اللغات الأجنبية، تحرص الحكومة على دعم اللغة العربية وتقويتها في العديد من المرافق والمعاملات الإدارية والحياة العامة، "لأننا نعتبر أن العربية، لغة القرآن الكريم واللغة الرسمية للمملكة، والأمازيغية، التي هي ملك لكل المغاربة بدون استثناء، رافدان أساسيان للثقافة والتراث المغربيين"، مؤكدا أن الحكومة ستستمر في دعمهما ليحتلا المكانة اللائقة بهما في مختلف مناحي الحياة بالبلاد. وشدد على أنه بالموازاة مع ذلك ستستمر الحكومة في دعم المهرجانات الثقافية والفنية التي تبرز الثقافة والتراث المغربيين، وأجرأة خطة النهوض بدور الثقافة، وتقريب الكتاب والقراءة من المواطنين، عبر إطلاق شبكة من الخزانات متعددة الوسائط، ونقط القراءة، والارتقاء بالفنون، ودعم حركة النشر، وإحياء التراث من خلال الاهتمام بالمتاحف، وتقوية التربية على المواطنة وحقوق الإنسان في المناهج والمقررات المدرسية. وبالنسبة للجالية المغربية بالخارج، أشار الوزير الأول إلى أن الحكومة وضعت برنامجا طموحا لإحداث مراكز ثقافية مغربية في الخارج، مؤكدا أنها ستواصل تنظيم الجامعات الصيفية والمنتديات الثقافية لدعم وتقوية معارف الشباب والأطفال المغاربة المقيمين بالخارج في مجالات اللغة والثقافة والتراث الحضاري لوطنهم الأم. ومن جهة أخرى، شدد السيد عباس الفاسي، على أن الحكومة ستسمر، في ما يتعلق بحماية أمن وسلامة المواطنين، في أجرأة المخطط الخماسي الذي يمتد إلى سنة 2012، والذي يهدف إلى تعزيز القدرات العملية لكافة المتدخلين في الشأن الأمني ومحاربة الإجرام، وتوسيع التغطية الأمنية، ودعم الوسائل البشرية والمادية لتمكينها من القيام بكل واجباتها، حيث تم تحديث أسلوب عمل الأجهزة الأمنية في اتجاه مزيد من الفعالية والنجاعة في تدخلاتها، وتم إقرار العمل ببطاقة التعريف الالكترونية وجواز السفر البيومتري. وذكر السيد عباس الفاسي بأنه، تجسيدا للعناية الملكية السامية بأسرة الأمن الوطني، وللتعليمات المولوية السديدة بتحسين الوضعية المادية لرجال ونساء الأمن، فقد عملت الحكومة على إقرار زيادة مهمة في أجورهم، وتعزيز وسائل الحماية القانونية لهم ولأسرهم، فضلا عن النهوض بأحوالهم الاجتماعية، من خلال تضافر مجهودات الحكومة والبرلمان لإقرار مشروع القانون المتعلق ب`"مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لأسرة الأمن الوطني" التي أمر جلالة الملك بإحداثها.