اختتمت في نهاية الأسبوع الماضي بالدار البيضاء أشغال المنتدى الدولي «إفريقيا والتنمية» الذي استمر على مدى يومين والمنعقد تحت شعار «أية فرص للتنمية والاستثمار بإفريقيا في ظرفية الخروج من الأزمة الدولية» وذلك بمشاركة 900 مشارك من 11 بلدا إفريقيا في الوقت الذي كان يتوقع فيه مشاركة عدد لا يتجاوز 500 مشارك. وقال السيد محمد الكتاني الرئيس المدير العام لمجموعة التجاري وفا بنك، الذي أشرفت على تنظيم هذه التظاهرة أن منتدى إفريقيا والتنمية شكل بحق فضاء لمناقشة مختلف العراقيل التي تحد من التعاون جنوب جنوب خاصة فيما يتعلق بضعف البنيات التحتية المرتبطة بالشبكة الطرقية، والقضايا التنظيمية المتعلقة بحماية الاستثمار. وقد ناقش المنتدى عدة قضايا مرتبطة بعدة محاور تهم قطاعات «النقل واللوجيستيك»، و«الإطار التنظيمي وحماية الاستثمارات»، و«البنيات التحتية والمبادلات التجارية»، وقد عرفت قضايا قطاعات اللوجيستيك والنقل والصناعة الغذائية والبناء والأشغال العمومية والصناعات المعدنية والميكانيك والكهرباء الأكثر استقطابا للمشاركين في المنتدى. وتجدر الإشارة إلى أن منتدى «إفريقيا والتنمية» واكبته إجراءات تنظيمية فائقة المستوى، حيث تمكنت الأطقم التنظيمية من تسهيل لقاءات العمل بين حوالي 600 مؤسسة اقتصادية على مدى اليومين الذي انعقد فيه المنتدى وذلك من خلال 1400 لقاء عمل شمل 9 قطاعات اقتصادية وقد حضر حفل افتتاح المنتدى واختتامه كل من وزير التجارة الخارجية السيد عبد اللطيف معزوز ووزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري؛ كما عرف المنتدى مشاركة كل من وزير الفلاحة المالي ووزير المالية السينغالي ومستشار رئيس السينغال فضلا عن رؤساء العديد من هيئات رجال الأعمال والمقاولات الإفريقية. وتميزت الجلسة الختامية للمنتدى بتسليم جوائز تقديرية لثلاث مقاولات من الكاميرون ومالي والمغرب من بين 11 مقاولة مرشحة تشجيعا لها على جهودها المقاولاتية في ميدان الاستثمار والتبادل الإفريقي - إفريقي. وفي كلمته أمام المنتدى الدولي الأول «إفريقيا والتنمية» قال السيد عبد اللطيف معزوز أن المساهمة في تعزيز المبادلات وإرساء شراكة مستمرة بين المغرب وشركائه الأفارقة تقتضي تحديث الأطر القانونية واعتماد العديد من الاتفاقيات التجارية والاستثمارية والنقدية، وأن المغرب يساند في هذا الإطار الجهود الرامية إلى إحداث منطقة للتبادل الحر بين البلدان الأعضاء في مجموعة دول الساحل والصحراء. وذكر السيد عبد اللطيف معزوز أن الاستثمارات المغربية بإفريقيا جنوب الصحراء عرفت ارتفاعا سنة 2009 ب 360 مليون دولار مقابل 270 مليون دولار سنة 2008 وهو ما يمثل أزيد من 56 في المائة من الاستثمارات الخاصة الخارجية للمغرب في سنة 2009. ومن جهته قال السيد الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن جلالة الملك محمد السادس فتح الطريق بزياراته المتعددة إلى دول جنوب الصحراء وأعطى تعليماته لتعزيز العلاقات التي تجسدت في توقيع 400 اتفاقية على امتداد 10 سنوات مع أكثر من 40 دولة وذلك بغرض استغلال الفرص لتطوير الاستثمار وخلق فرص الشغل بإفريقيا والمغرب. ويذكر أن السيد محمد الكتاني الرئيس المدير العام لمجموعة التجاري وفا بنك سبق أن أكد في كلمته على عزم مجموعته توسيع شبكتها وحضورها بالقارة الإفريقية بغرض تحقيق المزيد من القرب من خلال منتوجاتها وخدماتها البنكية لفائدة المقاولات وخاصة منها الصغرى والمتوسطة.