أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما زار ولاية لويزيانا للاطلاع على حجم التسرب النفطي الناجم عن انفجار حفار نفطي في الثاني والعشرين من الشهر الماضي. يأتي ذلك بعد أن تضاعفت مساحة التسرب ويخشى أن تتحول القضية إلى كارثة طبيعية قد تؤثر على شعبية أوباما. ونقلت وكالة رويترز عن أحد مستشاري أوباما قوله إن الرئيس الأميركي مهتم بالتصدي لتلك التسربات منذ البداية. ولم يفصح عن أي تفاصيل محددة لرحلة الرئيس. وطلب أوباما من وزارة الخارجية إجراء فحص عن السبب الذي أدى إلى انفجار الحفار العائم «ديبووتر هوريزون» التابع لشركة بريتش بتروليوم يوم 20 أبريل الماضي، وتحديد الاحتياطات الأمنية الإضافية المطلوبة في معدات أخرى ومنع أي عقود تأجير حكومية جديدة بشأن عمليات الحفر والتنقيب حتى ظهور النتائج. وأعلنت السلطات بالفعل حالة الطوارئ في ولايتي لويزيانا وفلوريدا، لأن النفط المتسرب وصل إلى الساحل. وضغطت إدارة أوباما على الشركة ومقرها لندن لبذل مزيد من الجهود لوقف التسرب واحتواء بقعة الزيت المنتشرة. وفي هذه الأثناء قال خبراء في جامعة ميامي إن مساحة التسرب في المنطقة تتسع بشكل أكبر من المتوقع, وإنها تضاعفت ثلاث مرات بين يومي الخميس والجمعة, وقالوا إن مساحتها وصلت إلى نحو 9000 كيلومتر مربع. وكان قائد حرس السواحل الأميركي قد أكد أن بقعة نفط عملاقة قبالة شواطئ لويزيانا ستصل على الأرجح إلى الخط الساحلي للخليج «في مرحلة ما»، وأن استمرار التسرب من بئر تحت البحر سيسبب «كما استثنائيا من المشاكل». وتشير مختلف المصادر إلى إن ما يجري يعد أكبر كارثة بيئية يمكن أن تتعرض لها الولاياتالمتحدة نظرا إلى أهمية المنطقة وخطورة النتائج المتوقعة ، حيث إن التسرب ينتشر في منطقة شواطئ تضم صناعات مهمة ومناطق سياسية تعيل آلاف العائلات الأميركية ؛ وأن من شأن هذه القضية أن تهوي بشعبية الرئيس أوباما كما حدث مع سلفه جورج بوش لدى حدوث إعصار كاترينا عام 2005، مشيرا إلى أن الانتقادات بدأت تظهر فعلا وتطول تصرف إدارة أوباما حيال ذلك. وقالت الحكومة الأميركية في وقت سابق إنه أغلقت اثنتان من منصات إنتاج النفط في خليج المكسيك كإجراء وقائي، وأكدت هيئة إدارة المعادن التي تشرف على النفط والغاز النشاط أنه أغلقت بالفعل المنصتان احترازيا. لكن وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن سوء الأحوال الجوية يبطئ من عمليات منع التسرب رغم الجهود المبذولة. وكانت صحيفة نيويورك تايمز انتقدت رد فعل البيت الأبيض وشركة بريتش بتروليوم على تسرب بقعة النفط من المنصة بعد وقوع انفجار فيها وغرقها. وذكّرت الصحيفة بدرسين من التاريخ قالت إنه كان على البيت الأبيض أن يعيهما، الأول تسرب النفط من ناقلة إكسون فالديز 1989، حين تسبب رد الفعل المتأخر في تدمير أغنى مناطق الصيد، فكبد البلاد ملايين الدولارات. والدرس الثاني هو التصرف «البائس الذي قام به الرئيس السابق جورج بوش» تجاه إعصار كاترينا.