اتهمت اوروبا بالمبالغة في الاجراءات التي اتخذتها لمواجهة سحابة الرماد البركاني المنبعث من ايسلندا باسم مبدأ الاحتياط كما حصل خلال وباء انفلونزا الخنازير. وجاءت شركات النقل الجوي التي قد تفوق خسائرها مليار أورو, في مقدمة المنتقدين معتبرة الرد مبالغ فيه. وشككت في مبررات العلماء حول خطر الجزيئات التي ادت الى شل حركة الطيران وتعطيل مئات الاف الركاب. واعلن مسؤول المنظمة الدولية للنقل الجوي (اياتا) جيوفاني بيزينياني ان الاوروبيين ما زالوا يستعملون نظاما يقوم على نموذج نظري بدلا من اتخاذ قرار على اساس وقائع ودراسة المخاطر واضاف ان قرار (اغلاق المجالات الجوية) يجب ان يقوم على اساس وقائع وتبرره دراسة المخاطر. وشككت شركتان المانيتان في جدوى اغلاق المجال الجوي وقامتا برحلات اختبارية بدون ركاب. وقد اكدتا ان طائراتهما لم تتعرض لاي ضرر لدى عودتها. واعربت اكبر جمعية شركات النقل الاوروبي وجمعية الشركات التي تدير المطارات عن غضبها. واعلنت الجمعيتان في بيان ان شركات النقل الجوي والمطارات تعتبر الامن اولوية مطلقة لكنها تتساءل عن القيود المفروضة على الرحلات الجوية حاليا. ومما زاد التساؤلات حول صحة مبررات اغلاق المجالات الجوية التي بلغت درجة غير مسبوقة منذ اعتداءات11 شتنبر2001 في الولاياتالمتحدة, قلة التنسيق الواضحة في رد الدول الاوروبية التي تحتفظ بسيادتها الوطنية في اجوائها. وقررت بعض الدول مثل الجمهورية التشيكية او دول البلقان, اعادة فتح مجالاتها الجوية بينما ابقت دول اخرى على قيودها. وقال مدير اياتا انه ارباك في اوروبا وفوضى اوروبية. وتحدث جان دومينيك جولياني رئيس مؤسسة شومن وهي مركز ابحاث حول القضايا الاوروبية عن قرار ناجم عن الخوف اكثر منه عن العلم: وتساءل من هو المسؤول الحقيقي؟ هل هو مبدا الاحتياط الذي يدفع الى الخوف ويرعب اصحاب القرار وينقل المسؤولية كاملة الى السلطة العمومية التي باتت مربكة؟ ويثير الاستخدام المتزايد لمبدا الاحتياط الذي يدفع السلطات العمومية الى اتخاذ اجراءات حظر عندما تتردد - لا سيما في مجال الصحة والبيئة - جدلا متناقضا في اوروبا منذ عدة سنوات. وقد اتهمت الحكومات الاوروبية بالمبالغة في ردها على وباء انفلونزا اتش1 ان1بالانطلاق في برامج تلقيح واسعة النطاق تبين لاحقا انها غير ضرورية في اغلب الاحيان بما ان الفيروس اقل عدوى مما كان متوقعا. وقد واجهت الحكومات انتقادات مشابهة في الماضي بشان التعامل مع ازمة جنون البقر او خطر المواد المعدلة جينيا. وفي قضية البركان الايسلندي, تنفي السلطات الانتقادات مؤكدة انه لا يمكن المجازفة باي مخاطر في مجال النقل الجوي. واعلن باتريك قنديل رئيس المديرية العامة للطيران المدني في صحيفة لوفيغارو الفرنسية لا اظن اننا بالغنا في اتخاذ الحيطة: نطبق طريقة قانونية لكنها امنية قبل كل شيء: