ليست هذه المرة الأولى التي تعمد فيها جهات من داخل إسبانيا لاستفزاز شعور المغاربة و التوقيع على مبادرات ترمي إلى تسميم الأجواء بين المغرب و الجارة الشمالية عن طريق دعم و رعاية مخططات البوليساريو عبر بوابة العمل الجمعوي و الحقوقي و إلباسها حلة خاصة لتستأثر بانتباه الرأي العام و متتبعي العلاقات المغربية الإسبانية. فبعد محاولات متكررة انطلقت من جزر الكناري و منطقة كاتالولونيا و باقي المناطق الأخرى المتمتعة بنظام الحكم الذاتي بإسبانيا، حيث تنشط جمعيات مساندة لأطروحات الانفصال مدعومة بوسائل ومكانيات مالية و بشرية تشتم منها رائحة الجارة الشرقية . انتقل معترك المواجهة وفي ظرفية متعمدة إلى الثغور المحتلة خاصة بمليلية في خطوة تنذر بنوايا مدسوسة ترمي إلى التشويش على استقرار و تحسن المناخ العام بين المغرب وإسبانيا، وفي هذا الشأن تجري الاستعدادات على قدم و ساق لاحتضان لقاء يتضمن إشارات مناوئة لوحدتنا الترابية و بمباركة من الحكومة المحلية لمليلية بقيادة الحزب الشعبي اختير لها منتصف ماي المقبل بمشاركة رسمية لحكومات محلية أبرزها المدينة المستضيفة وكذا المسماة أميناتو حيدر التي لم يتأكد بعد خبر حضورها الفعلي ، لاسيما وأنها ورقة تحاول الجهة المنظمة توظيفها لإثارة الانتباه إلى هذا النشاط الذي يرمي كذلك إلى توريط العنصر الأمازيغي عبر تغليط الرأي العام المحلي بمليلية و باقي المناطق المجاورة إلى أن معاناة أبناء الصحراء و الريف متشابهة في محاولة لنيل استعطاف جهات ما. إذ من المنتظر كذلك أن يشارك في هذا اللقاء بعض ممن سيلبسون جلباب ممثلين عن شمال المغرب أو فاعلين من الناظور و الحسيمة وهذه الحركة ليست بالأولى التي يلجأ إليها خصوم الوحدة الترابية لإضفاء الشرعية حول مزاعم لن تنطلي حيلها على العارفين بمجريات الأحداث بمنطقة الريف التي تعبش حركية مجتمعية تصب في صلب التوجهات العامة للمغرب و سياسته الرامية إلى تنمية المنطقة. فيما يرى متتبعون أن اختيار الزمان و المكان يأتي في سياق محاولة الحكومة المحلية لتصدير أزمة داخلية و حالة تذمر بين مكوناتها نتجت عن تردي الوضع الاقتصادي من جهة ، و امتناع حكومة ثاباتيرو عن إشراك مليلية و سبتة في اللقاءات الثنائية بين الرباط و مدريد التي أثارت زوبعة قوية و انتقادات وجهت إلى رئيس الحكومة خوسي أمبرودا الذي حملته مسؤولية تراجع ثقل مليلية في رسم توجهات السياسة الخارجية الإسبانية خاصة مع المغرب،