أكدت عائلة السيد أحمد الملقب بأبريه أحمد أن قريبها الذي اختفى عن الأنظار في ظروف مشبوهة منذ يوم الخميس 7 يناير 2009 يوجد رهن الاعتقال في سجن انفرادي بالعاصمة الجزائرية، وكشفت أن قوات من المخابرات الجزائرية وعناصر أمنية من جبهة البوليساريو قاموا باختطافه، وأنه يتعرض حاليا لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي وصلت حد محاولة التأثير على قدراته العقلية في محاولة للتأثير عليه نظرا لأنه يتوفر على معلومات تعتبرها المخابرات الجزائرية وتلك التابعة للجبهة خطيرة جدا، خصوصا وأن الشخص المعتقل سبق وهدد بالكشف عنها للرأي العام الدولي. ويعتبر هذا الشخص ذاكرة حية تختزل الكثير من الأسرار المتعلقة بالطريقة التي تم بها خلق جبهة البوليساريو وكذا طرق عملها وفق ما تقتضيه مصلحة الدولة الجزائرية، وبناء على تعليمات مخابرات هذا البلد وبالنسبة للكثير من معاريف الخليل أحمد فإنه معروف بقدراته العقلية القوية وبذاكرته الصلبة من هنا يتضح لماذا تسعى الجزائر إلى التأثير النفسي عليه، الخيار الآخر المتمثل في تصفيته الجسدية لم يكن ممكنا نظرا لما تتمتع به قبيلة الركيبات السواعد في المخيمات من نفوذ الشيء الذي كان سيؤثر على علاقتها بقيادة الجبهة. وحسب شهادات عائلة هذا المعتقل فإن ابنها يتعرض للتعذيب اليومي عبر تقييده بحبل إلى طاولة وتناوب الجلادين على ضربه بكابلات حديدية أو البصق عليه، مع تركه في هذا الوضع لمدة يومين كاملين، وهو الآن في عزلة تامة، بغرفة كالقفص «لا يبعد سقفها عن رأسه سوى بعشرين سنتمترا». واعتبرت العائلة أن ابنها يعد واحدا من مئات عناصر (البوليساريو)، الذين قام جلادو الجبهة ب«اعتقالهم وفق أسلوب ستاليني متزمت بتهم الخيانة، وهي تهم تخفي في الواقع أعمال القمع السياسي». وجدير بالذكر أن الخليل أحمد من مواليد 1953 بطانطان تابع دراسته العليا بفاس حاصل على الإجازة في الفلسفة، وبعد ذلك حصل على الدكتوراه في علم الاجتماع السياسي، له عدة مؤلفات تتنوع ما بين كتب فكرية أو أدبية، أحد مؤسسي جبهة البوليساريو منذ دراسته بالرباط، اعتقل قبل محاولة الاغتيال التي تعرض لها وزميله الذي توفي لحسن التامك بن المامي بن التامك سنة 1977 وكان قد قضى سنتين و6 أشهر بدرب مولاي الشريف سنتي 74 و75. التحق بعدها بمخيمات تندوف حيث تقلد عدة مسؤوليات لدى جبهة البوليساريو، من ضمنها رئيس جهاز الاستخبارات بالجبهة، ثم مستشار لدى رئاسة الجبهة، مكلف بالإعلام والسياسة العامة، ترأس العديد من المؤتمرات الوطنية التحضيرية للجبهة، إضافة إلى مسؤولياتها الثقافية والفكرية، كرئيس لاتحاد الكتاب والمؤلفين الصحراويين، يكتب بالعديد من اللغات بأسماء مستعارة كالموقع الالكتروني بقشيش وغيره... وآخر منصب تقلده هو مستشار لدى الرئاسة مكلف بحقوق الإنسان. وحسب عائلته فإنه اختفى عن الأنظار بالجزائر العاصمة في مكتبه الذي يزاول به عدة مهام إعلامية وحقوقية.