ظهيرةَ ذلك اليوم، لم يكن المترجمُ العاشقُ عينَ الشوغونِ ولا أذُنَهْ، ولم يكن الشاعرُ مقرّراً، ولا الهايكو تقريراً يُرفَعُ للجهة العليا تقريضاً أو نقدا ... الصّفحةُ قارورةُ عطرٍ من يجعل من رعشاتِ رياحينها غمدا؟ على إيقاعِ دوارٍ لا يقبلُ بركانُهُ خرذلةً من الخطإِ، يلِجُ الهيكلَ، تترقرقُ متعتُهُ المغناجُ وتتبعُهُ فإذا بالخبزِ صلاةٌ وإذا بالخمرِ دعاءْ ... يا لهُ كاهناً يقتحمُ أدغالَ الألوانِ المتوحشةِ، ويتيهُ كالظلّ في مسالكِها المعتمةِ حينَ يفتحُ قلبَه للأبديّة، وليس الطيفُ سوى بهلوانٍ في ليلِ متاهتِهِ يرقُصُ سكرانَ بانتصاراته في بحرٍلم يشهرْ في وجه القرصانْ سيفاً يتأهّبُ في غمدٍ أزرقَ للفتكِ، والموجُ دواةٌ تظمأ للتحبيرْ، لهُ النّارُ غاباتٌ تغطّي بطحالبها آثارَ أقدامٍ يحفرُها الرّمادُ دماراً في الهواءْ، طقوسٌ جذلى للتّطهيرْ تسقي عطشَ الظلّ المتهالك لؤلؤهُ في قوقعةٍ شلالَ ضياءْ ... تستلطفُ أوجاعَ اللذّة، لا تفيضُ على حلَمَاتِ مواجدِها إلا إذا ثمِلَ اللّهبُ ... وطوّقَ خاصرةَ النّبضِ البركانْ. ما أعمقَهُ طقساً يصلُ العينَ المسحورةَ بالهذيانْ! ما أبهى رهبتَه سرّاً، لم يدغدغْ مهجتي بخورُهُ يتصاعدُ من وهجِ المِسْحَبْ إلا في السّاموراي ...! الآن فقط، أنا أعْرِفُ ما يصلُ في ذاكرة الترابْ نبوءةَ حبّةِ قمحٍ بالصّلاة، فهما صنوانْ ... والصفحةُ باقة أزْهارٍ لوجوم الغابْ، من يُزري بالبُشْرى يا تُرى، ويكيدُ لها كيْدا؟ مورفيريسبورو، 20 مارس 2010