بمناسبة اليوم العالمي للتحسيس بالتوحد والذي يصادف ثاني أبريل من كل سنة نظمت الجمعية الدولية للطلبة في العلوم الاقتصادية والتجارية (AIESEC) السبت الماضي بمراكش حملة تحسيسية اختتمت يوم 27 مارس الجاري بعد أربعة أسابيع من الجلسات والندوات التي همت مجموعة من المدارس والإعداديات والثانويات. وأكدت فاطمة الزهراء الطالبي مستشارة بالجمعية أن الهدف من هذه الحملة هو كسر الطابو حول التوحد والتعريف به وتقاسم معاناة الآباء والأمهات، حيث كان أخصائيون يرافقون أعضاء الجمعية في كل المرافق التي احتضنت الندوات. كما تم إنجاز استطلاع للرأي بالشارع كشف أن هناك مفاهيم خاطئة أو افتقار للمعلومات حول التوحد، وهو ما يستدعي تكثيف التواصل مع الرأي العام عموما. كما أكدت فاطمة الزهراء الطالبي أنه تم إنجاز وصلة إشهارية في الموضوع للمخرج جمال بلمجدوب والممثلين المغربيين عمر عزوزي وعلي بوزاوي يمكن مشاهدتها على اليوتوب «sos autism» . وفي نفس الإطار عقد تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد بالمغرب الأحد الماضي ورشة موضوعاتية بالرباط حول »العلاج البيوطبي« في إطار برنامج ممول من handicap international و caritas Maroc وذلك بناء على طلب من عائلات التوحديين. وأوضحت أمينة معاد رئيسة التحالف الذي أسس سنة 2006 وجعل من أهدافه الدفاع عن مصالح وحقوق الأشخاص المعاقين كبارا وصغارا وتوعية المشرع والرأي العام حول معاناة التوحديين وأسرهم أن هناك إشكالا يطرح يتمثل في تشخيص الأطفال فيما يخص تصنيفات الإعاقة، حيث يكون التوجه في غير محله إذا كان التشخيص خاطئا أو متأخرا مضيفة أن التشخيص المتعلق بالتوحد هو DSM4 و CIM10 وبالتالي يصبح التوحد واضحا. وذكرت أن إعاقة التوحد تهم أساسا نمطية السلوكات وعدم المقدرة على الكلام والاندماج المجتمعي، فيما تعود الأسباب حسب الأبحاث العلمية إلى العوامل البيولوجية والفزيولوجية والهرمونية والمناعية. وفيما يخص التحالف، فأكدت أنه يتألف حاليا من ثمان جمعيات وهناك طلب من 16 جمعية للالتحاق بالتحالف، فيما عبر التحالف عن دعمه لعدد من الجمعيات الناشئة في كل من الفقيه بنصالح وأكادير والناضور وآسفي وتمارة. وأكدت في الختام أن الاشكال المطروح حاليا هو الاندماج المدرسي، وهو أمر تجاوزه المجتمع الأمريكي حيث يتم تحمل الأطفال في الثانية أو الثالثة ويصلون مرحلة طبيعية في سن السابعة مما يسهل عملية الاندماج المدرسي. هذا وقد كانت اللقاءات بكل من الرباط ومراكش مناسبة لتقديم شهادات الآباء والأمهات، وتبادل الأفكار حول التوحد وخاصة الاضطرابات السلوكية كالحركات المتتالية أو رد الكلمات المسموعة دون إدراك مدلولها والضرب والتي تخضع للتعديل بواسطة المقاربات التربوية أو ما يعرف بالتحليل الوظيفي للسلوك، وكذا النظام الحميائي المتمثل في الأطعمة الخالية من الكازيين والغلوتين. يذكر أن عددا قليلا من المؤسسات التعليمية وافقت على تمدرس التوحديين بمرافقة دائمة للمربية (AVS) .