افاد تقرير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» ، المدافعة عن حقوق الانسان ، ان عدد المدنيين ، الذين قتلوا في قصف اميركي او قصف قوات حلف شمال الاطلسي ، ارتفع في افغانستان بمعدل ثلاثة اضعاف بين2006 و2007 ، وان الاخطاء في اصابة الاهداف تزيد من حدة غضب السكان المحليين. وقالت المنظمة ، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها ، ان عناصر «طالبان» مسؤولون ايضا عن تفاقم الوضع لانهم يستخدمون المدنيين «»»»كدروع بشرية»»»» عبر اللجوء الى قرى في محاولة لتجنب الضربات الجوية. ونشر التقرير في وقت يحتدم فيه جدل في افغانستان حول عدد المدنيين الذين قتلوا في غارة للتحالف الذي يقوده الاميركيون منذ 22 اغسطس ، ضد قرية عزيز اباد في غرب البلاد. وتقول الحكومة الافغانية ان تسعين مدنيا غالبيتهم من النساء والاطفال قتلوا في هذه العملية ، وهو ما تؤكده الاممالمتحدة, فيما يقول التحالف انه قتل «ما بين30 و 35 عنصرا من طالبان»، و«خمسة الى سبعة مدنيين». وحسب «هيومن رايتس ووتش»، فانه تم احصاء929 قتيلا مدنيا على الاقل عام 2006 ، بينهم230 قتلوا في عمليات للتحالف-116 منهم خلال عمليات قصف. وفي العام2007 ، قتل1633 مدنيا على الاقل ، بينهم321 في عمليات قصف. وقالت «هيومن رايتس ووتش» انه خلال الاشهر السبعة الاولى من هذه السنة, قتل ما لا يقل عن540 مدنيا ، بينهم119 في عمليات قصف قام بها التحالف. و لا يشمل هذا الرقم ضحايا عملية22 أغسطس التي اثارت ضجة كبرى في البلاد ، حيث دعت الحكومة الافغانية الى اعادة النظر في شروط وجود القوات الدولية في البلاد. وتقول «هيومن رايتس ووتش» ان الضحايا المدنيين سقطوا بغالبيتهم في ضربات محددة لدعم القوات البرية ، وليس في عمليات قصف مخطط لها مسبقا. ويظهر قصف قرية عزيز اباد ، التي زارها الرئيس الافغاني حميد كرزاي لتقديم التعازي للسكان, حجم هذه المشكلة بعدما اكد التحالف ان الغارة على القرية كانت لمساندة قوات كانت تخوض معركة على الارض. وحسب عناصر تقرير اميركي حول الحادث ، فان«كثافة نيران العدو تبرر استخدام نيران محددة من اسلحة خفيفة واسناد جوي». وقال براد ادامز ، مدير دائرة آسيا في «هيومن رايتس ووتش»، في بيان ، ان «الاخطاء (في الاهداف) التي ترتكبها الولاياتالمتحدة وحلف شمال الاطلسي ، خفضت بشكل كبير دعم الرأي العام للحكومة ولوجود القوات الدولية التي تساهم في ضمان امن الافغان». واضاف ان «الضحايا المدنيين للضربات الجوية هم ايضا اداة تساهم في تجنيد عناصر لطالبان». وتاخذ منظمة «هيومن رايتس ووتش» ايضا على الاميركيين عدم الاعتراف الفوري على الدوام بمسؤوليتهم عن سقوط ضحايا مدنيين. وقالت المنظمة ، التي تدعو السلطات العسكرية الى التعويض ماليا بشكل اسرع على عائلات الضحايا ، ان «التحقيقات الاميركية (حول الضحايا المدنيين) تمت بشكل احادي الجانب (...) وتنقصها الشفافية». وتعتبر التحقيقات ، الهادفة الى تحديد عدد ضحايا القصف الجوي بدقة ، صعبة في بلد تواجه فيه المنظمات المستقلة صعوبة في التنقل للتحقيق في مكان وقوع الحوادث.