كما كان متوقعا لم يتأخر رد السلطات الرسمية الجزائرية على موقف الرئيس ساركوزي المتفهم لمطالب جمعية مغربية تطالب باسترجاع مناطق واسعة من التراب المغربي التي ألحقت خلال الفترة الاستعمارية بالجزائر . فقد كشفت يومية النهار الجزائرية المقربة من مراكز القرار نقلا عن مصادر وصفتها بالمؤكدة أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد أمر بفتح تحقيق معمق بغية الوصول الى " حقيقة إغتصاب المغرب لمئات الهكتارات من الأراضي الخصبة بمناطق روبان و أولاد زيان و بوكانون الواقعة قريبا من الشريط الحدودي المشترك بين البلدين .و أضافت ذات الصحيفة أن مصالح الدرك الجزائري و تكفلت بالموضوع و أوفدت فرق تحقيق ميدانية الى عين المكان كما تؤكده المعلومات الواردة من الشريط الحدودي . و كشفت ذات المصادر أن الفرق الأمنية المذكورة اتصلت بممثلي العائلات المالكة للأراضي والعقارات التي " اجتاحها " المغرب سنة 1985 وطلبت منهم عقود الملكية من أجل بعثها إلى القيادة العامة لأمور فوقية تدرس على مستوى رئاسة الجمهورية لإيجاد سبل لتعويض أصحاب الأراضي من العائلات المتضررة . وفي الوقت الذي لم تخف فيه التعاليق الصحفية الجزائرية المبطنة بالحقد و التجني على المغرب أن الخطوة الرئاسية و ذات الصلة بالخلاف التاريخي بين الدولتين فيما يتعلق بترسيم الحدود الفاصلة بين البلدين و التصديق عليها تحركها ردة فعل الحكومة الجزائرية الغاضبة من مطالب جمعيات و تيارات سياسية مغربية تناضل من أجل إستكمال وحدة المملكة الترابية شرقا و جنوبا و شمالا و تربطها بدخول قصر الايليزي في هذا الملف الشائك و الحساس في العلاقات بين البلدين الجارين و الشعبين الشقيقين , فإن ما يبعث على الحيرة و الاستغراب في نفس الوقت هو أن تتحول المملكة المغربية من ضحية تاريخية لعملية الالحاق الامبريالي لآلاف الهكتارات من ترابها بمنطقة الصحراء الشرقيةبالجزائر ضمن ما يعرف لدى الساسة و الباحثين التاريخيين بطموحات فرنسا الكبرى بالمنطقة و دفاعها عن مصالحها الاقتصادية بالصحراء الكبرى جنوبالجزائر الى متهم رسمي في أجندة الحكومة الجزائرية باغتصاب أملاك عقارية جزائرية بالشريط الحدودي المشترك شرق المغرب علما بأن نفس المنطقة و كما أكدته قبل سنة العلم كانت موضوع تسوية عقارية لتحديد الشريط الحدودي الرسمي بين البلدين بحضور أطراف تقنية و عسكرية من البلدين في إطار من التراضي و التفاهم .