في «باب السلسلة» انضم الخطو إلى الخطوِ وذُبنا كالملح وطَلَّقنَا الدرب اليوم سأُبصر من عينيكَ طريقي وعليه «رياحينُ الألم» منار هل يذكرني شيخي؟ كنتُ القابعَ خلفَ الطين وخلف النار تأكل من رأسي الطيرُ لدى سفري الحافي أو أعصر خمرا وألوِّنُ من وقتي المُجْتَثَّ وأحلام الأشجارْ رجَّ الشيخُ صفاتي رَجَّ جهاتِي الستَّ ونادَى: أصْحُ على الخطوِ الفَارِهِ في «باب السلسلة» يُوقِّعه «المجذوب» على ناي الأسحارْ طِرْ خارجَ هذا الفَلكِ الدَّوارْ أفْرغْ قلبَكَ إذْ تَعْبُرُ أروقةَ «العَطَّارِينَ» (2) ولا تمْدُدْ عينيكَ إلى ما أشعَلْتَ وما أخمدْتَ وراء الأسوارْ وإذا عَرَّجْتَ على النَّجْمِ «التيجاني» (3) فاخْلَعْ واخْفِضْ وآسْرِرَشيقاً مغسولا بالأشذاءِ وبالأمطارْ يا شيخِي.. ما بالُ الفتيةِ حَزُّوا رأسِي في باب «الشيخ الهادي» حتى احْمَرَّتْ «حمرية» من عشقي؟ ما بالُ الصبيةِ في هذا الدرب المحفوفِ بأشواكِ المُتَدَارَكِ يَرْمونَ المجذوبَ رضياً بالطوبِ وبالأحجارْ؟! هو في جُبتِهِ يَتَوارَى بين الشرقِ وبينَ الغرب على دالية ورْهَاميةٍ بِكْرٍ لا أعذبَ لا أشهَى فيها من سِرِّ الأسرارْ وله نعلانِ فواحدةٌ في مُنعرج الرملِ وأخرى في حالِ الشُّرْبِ المفتونِ رُؤَاهُ بنايات الرباوِي * وكناياتِ الطبالِ * له الكأسانِ لِيفنَى بهما شَفَّافاً أزلياً بين ترانيم السُّمَّارْ وَلَهُ مَعْشوقٌ في مثلِ الريح خفيٌّ وَضَّاحٌ محبوبٌ مرهوبٌ فتَّاكٌ فتَّانٌ بين الورد وبين الإعصَارْ ما ذنبي شيخي إن زارَ خليلي ليلا قدَّ فؤادي عَلَّلَني بغزالٍ لا يُحْصَى ثم أراقَ الشمسَ على كأْسي؟ هل يأتي الصبح وعندي شمسي تسري بي نحو مقام النَّوْحِ ومعراجِ الرقصِ؟ هل يُجلد هذا المجنونُ بِحَدِّ النونِ ولا توبةَ عَنْ أقداحِ الليلِ عَلَى سُرُرِ الأَنْسِ؟! 1-2-3: من أحياء ودروب فاس العتيقة حيث مدارج الطفولة فاس: يوم 14/2/2010