في أقل من أسبوعين اهتزت ساكنة منطقة تاوريرت بالجهة الشرقية لعمليتي انتحار، الأمر الذي أصبح يتطلب حلولا عاجلة. ففي يوم 01 مارس 2010 تم العثور حوالي الساعة السادسة صباحا على جثة امرأة وهي معلقة بحبل داخل إسطبل بدوار أولاد علي (بني وكيل) بالجماعة القروية ملقى الويدان (كانيرتو).. ويتعلق الأمر بالمسماة قيد حياتها (ع.ب) المزدادة سنة 1958 بتاوريرت والحاملة لبطاقة التعريف الوطنية رقم: ف ب FB 34042 والساكنة بدوار أولاد علي (على بعد 25 كلم من تاوريرت) زوجة بدون مهنة وأم لخمسة أبناء. وقد تبين بعد فحص جثة الضحية أن سبب الوفاة ناتج عن الانتحار شنقا، كما تبين لدى الجهات المختصة والمسؤولة أن الهالكة سبق لها أن تلقت علاجات بمستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية والكائن بوجدة، وتتوفر عائلتها على وصفة طبية بهذا الخصوص، وقد أعطيت التعليمات لعناصر المركز القضائي للدرك الملكي قصد إجراء بحث دقيق في الموضوع. وفي يوم 11 مارس 2010 تم إخبار رجال الشرطة بتاوريرت بانتحار المسمى إدريس موساوي مزداد سنة 1946 بتندرارة والحامل لبطاقة التعريف الوطنية رقم: FB4831 والقاطن بزنقة ورزازات رقم المنزل 445 بحي التقدم، متزوج وأب لخمسة أبناء. وقد هرع رجال الأمن إلى عين المكان بعد إخبارهم من طرف ابن المنتحر، لمعاينة الجثة والقيام بالإجراءات الأولية في هذا الشأن. وقد تم نقل جثة المنتحرة إلى مستودع الأموات، حيث تبين بعد فحصها أن سبب الوفاة ناتج عن الانتحار شنقا، كما تبين لدى المحققين أن الهالك سبق له (هو الآخر) أن تلقى علاجات بمستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية، وتتوفر عائلته على وصفة طبية بهذا الخصوص مسلمة من طرف طبيب الأمراض العقلية والعصبية الدكتور: ع. القادر أدرويش. وقد تم العثور على جثة المنتحر معلقة بقطعة قماش متينة (عمامة/ رزة) بقضيب حديدي بسقف بهو المنزل، ولم يتم معاينة أية آثار للعنف على الجثة. وهنا لابد من إعادة طرح السؤال من جديد مع هذه الحوادث المفجعة متى ستظل الجهات المختصة والمسؤولة تغيب الأسباب الاجتماعية ومظاهر الانحلال الخلقي وتعاطي المحرمات التي تسربت إلى مدننا وقرانا والاكتفاء بالإجراءات التكميلية؟ ولماذا لا تهتم الجهات الوصية بالأشخاص الذين يعانون من أزمات نفسية خاصة وأن الكل يتحدث عن المبادرات والاهتمام بالمعوزين والمرضى؟ وإلى متى تبقى مراكزنا الصحية تفتقر إلى أطباء نفسانيين؟