افتتح في البلدة القديمة بالقدس، وسط إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة، معبد «هاحوربا " أو ما يعرف بكنيس الخراب، وهو الكنيس الذي يعتبر اليهود إعادة بنائه -وفق تصوراتهم- مؤشراً على قرب بناء معبد جبل الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى. وتنطوي عملية إعادة بناء الكنيس على خطورة كبيرة، كونها تأتي في سياق استهداف كيان المسجد الأقصى، والتهويد المستمر لمدينة القدس. وحسب الأساطير والنبوءات اليهودية، فإن بناء كنيس الخراب يقربهم مما يسمونه بخلاص اليهود ، حيث تتحدث الجماعات اليهودية عن "نبوءة" مفادها أن حاخاما إسرائيليا عاش في العام 1750م، كتب يومها متنبئا -كما يزعمون- بأن يوم البدء في بناء الهيكل الثالث المزعوم ، هو اليوم الذي يلي إعادة افتتاح كنيس الخراب. وتقول مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، إن هذا الكنيس يعتبر "أكبر وأعلى كنيس يهودي يبنى بالقرب من المسجد الأقصى، وقد أقيم على حساب المسجد العمري، وأرض وقفية إسلامية في حارة الشرف، وهو حي إسلامي احتلته إسرائيل عام 1967"، ويقول اليهود إن الجيش الأردني هدم هذا الكنيس عام 1948 ، وإنهم أعادوا ترميمه. وتحسباً لاندلاع مواجهات أو مظاهرات، كثفت الشرطة الإسرائيلية من إجراءاتها الأمنية بشكل كبير في محيط البلدة القديمة، ومنعت المصلين دون الخمسين من العمر من الوصول إلى منطقة الحرم، وأخرجت منه من كان داخله ممن أعمارهم دون الخمسين. وقد دعت السلطة الفلسطينية وحركة فتح إلى إضراب مدة ساعتين( أمس الإثنين) ; وساعتين (اليوم الثلاثاء)، فيما دعت الفصائل الفلسطينية الأخرى إلى مظاهرات، كما عقدت الفصائل الفلسطينية في غزة مؤتمراً وطنياً بهذا الخصوص. وكانت شخصيات وفصائل إسلامية ووطنية دعت إلى الاعتكاف في المسجد الأقصى والرباط فيه خلال الأيام المقبلة تحسبا لأي اقتحام محتمل لجماعات يهودية بمناسبة افتتاح هذا الكنيس . وفي الإطار ذاته، أخرجت الشرطة الإسرائيلية ، بالقوة ، عشرين فلسطينياً كانوا يعتكفون في المسجد الأقصى الذي اقتحمت باحاته من جهة باب المغاربة وحجزت ذحسب ما ذكر مصدر فلسطيني لوكالة يونايتد برس إنترناشونال- هوياتهم الشخصية عند خروجهم من المسجد المبارك. وكانت مؤسسة الأقصى حذرت في بيان من أن الجماعات اليهودية المتطرفة دعت إلى اعتبار الثلاثاء -وهو اليوم الذي يلي افتتاح كنيس الخراب- يوما عالميا من أجل بناء ما يسمى الهيكل الثالث،وتتخلله دعوات إلى اقتحام المسجد الأقصى.