يعكس الفيلم القصير «غربة أسطورة» للمخرجة أمال كاتب الذي عرض بباريس شهادة قوية عن واقع الشباب «بدون الوثائق» في فرنسا. و يروي الفيلم القصير الذي تنطلق أحداثه من غرفة فندق بحي في «بارباس» يوميات شباب «حراكة» جزائريين يخافون يوميا من مراقبة الهوية و يمارسون مهن غير مستقرة كبيع السجائر المهربة على أرصفة الميترو أو في مطاعم شعبية من هذا الحي الواقع بالمقاطعة الإدارية ال18 بباريس. و يتحدث الفيلم عن هؤلاء الشباب الذين قدموا إلى «بارباس» بفضل نظام «جي.بي.أس» مثلما تؤكد إحدى شخصيات الشريط ليجدوا أنفسهم في وضعية جد حرجة تغير من نظرتهم إزاء هذا الحلم الجميل بعد أن عرضوا حياتهم للخطر من أجل بلوغه على متن قارب صغير. و دفعهم بقاؤهم الإجباري داخل غرفة فندق مغلقة صغيرة للتفكير حول مصيرهم و التفكير في وطنهم و أقاربهم وجميعهم يحلم «بوثائق» تسمح لهم بالعودة يوما ما إلى أرض الوطن و احتضان الوالدة الغالية. و قد رسم أحدهم على يده العلم وطنه و القارب الصغير الذي قاده إلى «فرنسا»، وأوضحت المخرجة أن إنجاز هذا الفيلم الصغير ناجم عن «اعتبارات شخصية»مشيرة أن هؤلاء الشباب سمحوا لها بفهمهم أكثر ومكنوها من تغيير نظرتها لهم، حيث أنهم أبدوا خلال فترة التصوير احتراما كبيرا لها، مما يؤكد أنهم ليسوا منحرفين مثلما يظنهم البعض. إنهم شباب يريدون العيش في سلام ويسعون للتمتع بمكانة و عمل في هذا البلد المضيف».