تم يوم الخميس بالرباط التوقيع على عقد- برنامج بين الدولة والخطوط الملكية، يمتد مابين 2010 و2012، يتعلق بتطوير النقل الجوي الداخلي، عبر إنشاء «رام اكسبريس» كآلية جديدة منخفضة التكلفة.وقد وقع على هذا العقد كل من صلاح الدين مزوار وزير الاقتصاد والمالية وكريم غلاب وزير التجهيز والنقل وادريس بنهيمة الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية. وتعد «رام اكسبريس»، التي سترى النور بموجب هذا العقد ، شركة تابعة للخطوط الملكية المغربية وآلية جديدة على المستوى الوطني منخفضة التكلفة، ومنتوج متميز ومتخصص في النقل الجوي لمختلف الوجهات الداخلية.ويروم إحداث هذه الشركة الجديدة الاستجابة لمتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة على مستوى تنمية الاندماج الجهوي وتحفيز المبادلات الاقتصادية في ما بين الجهات، وتقوية جاذبية المدن المغربية من خلال تطوير الخطوط الجوية والنهوض بالحركية الداخلية والسياحة الوطنية. وستساهم الدولة، بموجب هذا العقد، بسقف 25 في المائة من الاستثمار المخصص لاقتناء الطائرات، وذلك عبر المساهمة في رأسمال الخطوط الجوية الملكية بمبلغ 300 مليون درهم بوتيرة 100 مليون درهم سنويا في الفترة ما بين 2010 و 2012 . كما تتمثل مساهمة الدولة أيضا في إعفاء الخطوط الداخلية لكل الشركات الجوية، وبدون تمييز، من رسوم المطارات. وأكد وزير التجهيز والنقل كريم غلاب، في كلمة بهذه المناسبة، أن «رام اكسبريس» التي شرعت في مزاولة هذا النشاط خلال صيف 2009 بأربع طائرات من صنف (200 -72 فْt)، ستقوم على المدى المتوسط باقتناء ترسانة من 6 إلى 8 طائرات جديدة مؤهلة ومخصصة للنقل الجوي الداخلي من نوع (600 -72 فْt) ذات 72 مقعدا و (600- 42 فْt) ذات 42 مقعدا بشكل يتماشى مع خصوصيات النقل الجوي الداخلي. وأشار غلاب إلى أن إنشاء هذه الشركة الجديدة سيمكن المغرب من آلية تنافسية ناجحة في تنمية النقل الجوي الداخلي من خلال أوقات رحلات طيران مناسبة طيلة اليوم، مع تكثيف عدد رحلات الطيران بزيادة 50 في المائة من عدد الرحلات على المدى المتوسط من أجل بلوغ 180 رحلة في الأسبوع سنة 2012 واعتماد أثمنة محفزة بالنسبة ل 30 أو 50 في المائة من المقاعد على كل الخطوط بثمن تذكرة أقصى لايتجاوز 1000 درهم مع احتساب جميع الرسوم. وفي اليوم نفسه عقدت لجنة المالية والتجهيزات والتخطيط والتنمية الجهوية بمجلس المستشارين، اجتماعا مغلقا مع وزير التجهيز والنقل كريم غلاب بحضور ادريس بنهيمة الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، خصص لدراسة وضعية هذه الشركة، على خلفية الأحداث الأخيرة التي عرفتها الشركة والتحديات التي تواجهاها أمام الأزمة التي يعرفها قطاع النقل الجوي على المستويين الوطني والدولي .. وأفاد مصدر من داخل اللجنة أن وزير التجهيز والنقل قدم عرضا مفصلا حول قطاع الطيران المدني اعترف فيه بأن سنة 2009 كانت الأصعب بالنسبة للنقل الدولي، مبرزا أن الأزمة المالية العالمية أثرت بشكل كبير على حركة النقل الجوي الدولي، إلا أن ذلك لم يؤثر كثيرا على المغرب. وأكد الوزير أن النقل الجوي تراجع بنسبة 4 في المائة في حين أن هذا القطاع المغرب ، سجل ارتفاعا بنسبة 5ر4 في المائة سنة 2009، موضحا أن هناك بعض العوامل الظرفية التي أثرت على توازنات شركة الخطوط الملكية المغربية سنة 2009 وعلى رأسها الارتفاع الصاروخي لأسعار النفط وإضرابات الربابنة. وأشار غلاب إلى أن سياسة فتح الأجواء مكنت المطارات المغربية من الارتباط بعواصم ومدن أخرى، حيث إن عدد المطارات المرتبطة بالمغرب حاليا تصل إلى 72 مطارا وهو ما ساهم في زيادة عدد السياح في إطار تنفيذ رؤية 2010. وكان المجلس الإداري للشركة المنعقد أخيرا بالدارالبيضاء تدارس مجموعة من القضايا التي تهم الخطوط الملكية المغربية ، منها التدابير المعتمدة لمواجهة الأحداث التي عرفتها سنة 2009 وكذا تداعيات الأزمة العالمية الأزمة العالمية ،والنظر في الإجراءات التي تهم تأجيل الاستثمارات والتحكم الدقيق في النفقات وملاءمة وتقوية الشبكة والتجميد الطوعي والتضامني لرواتب الأطر العليا للشركة،. وتدارس المجلس الإداري الخيارات المستقبلية الرامية إلى تأمين الخدمات وتطوير وتقوية قدراتها التنافسية والإشعاع الدولي للنقل الجوي المغربي، بالإضافة إلى مناقشة آفاق العودة إلى التوازن المالي للشركة ، في ضوء المفاوضات المتعلقة بالعقد-البرنامج مع الدولة،الذي تم التوقيع عليه يوم الخميس بالرباط. كما تمت الإشارة خلال الاجتماع إلى استمرار التوجه نحو خفض الأسعار وزيادة العرض الموجه نحو الأسواق الرئيسية للشركة، برسم سنة 2010 وهو ما يعني بالنسبة للخطوط الملكية المغربية عودة إلى التوازن في أفق سنة 2013. وأفادت المعطيات المقدمة خلال هذا الاجتماع أن الخطوط الملكية المغربية حققت سنة 2009 رقم معاملات بلغ 7ر11 مليار درهم،مسجلة بذلك تراجعا بنسبة 2ر4 في المائة مقارنة مع سنة 2008،وذلك في وقت سجلت فيه الشركات الأعضاء في الجمعية الدولية للنقل الجوي تراجعا بمعدل بلغ 11 في المائة. وأشار بلاغ للخطوط الملكية المغربية إلى أن عدد المسافرين عبر خطوط الشركةبرسم 2009، بلغ ما مجموعه 9ر5 مليون مسافر، مسجلا تراجعا بنسبة 4ر3 في المائة بالمقارنة مع تراجع معدل الصناعة الدولية للنقل الجوي الذي بلغ نسبة 9 في المائة. واستقر مُعامل ملء الشركة ، بالمقارنة مع العام الماضي، في نسبة 66 في المائة. وأكد البلاغ أنه، بالرغم من السياق الدولي غير الإيجابي، تواصل الخطوط الملكية المغربية تطوير شبكتها من خلال إحداث خطوط جديدة وبوتيرة جديدة،وذلك انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية،التي تضمنها خطاب العرش الأخير.وفي هذا الإطار عززت أسطولها باقتناء 10 طائرات،كما قامت بإنشاء شركة فرعية متخصصة في النقل الداخلي والجهوي. وأوضح البلاغ أن سنة 2009 شهدت أحداثا استثنائية،أبانت عن قدرة تحمل وصمود الخطوط الملكية المغربية، مشيرا إلى عملية الانسحاب من الخطوط الجوية السينغالية والحركة الاجتماعية في صفوف الطاقم الطيار التقني والتأثير الكبير الذي خلفه تقلب أسعار النفط على الصعيد العالمي ، ذلك أن هذه الأحداث،إلى جانب تأثيرات الأزمة الدولية،أثرت بشكل سلبي على حسابات الشركة برسم سنة 2009، إذ سجلت عجزا بقيمة 850 مليون درهم بالنسبة ل9ر5 مليون مسافر.