عقدت لجنة المالية والتجهيزات والتخطيط والتنمية الجهوية بمجلس المستشارين، أمس الخميس، اجتماعا مغلقا مع وزير التجهيز والنقل السيد كريم غلاب خصص لدراسة وضعية الخطوط الملكية المغربية، بعد الإضرابات المتكررة لربابنتها، وكذا الآفاق المستقبلية للشركة. وقال السيد محمد كرمين رئيس اللجنة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن اللجنة استمعت خلال هذا الاجتماع، الذي حضره الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية السيد ادريس بنهيمة، إلى عرض لوزير التجهيز والنقل تناول فيه قطاع الطيران المدني على المستويين الوطني والدولي حيث أشار إلى أن سنة 2009 " كانت الأصعب بالنسبة للنقل الدولي". وبعدما أبرز جهود الشركة في تقليص كلفة الإنتاج والنفقات والرفع من مستوى الخدمات ، أكد السيد كرمين أن الرهان المستقبلي لشركة الخطوط الملكية المغربية "يتمثل في توجهها الإفريقي"، معتبرا أن ذلك يتطلب "الرفع من حجم الاستثمارات عن طريق عقد برنامج بين الشركة والدولة ". ومن جانبه، أوضح السيد غلاب أن الأزمة المالية العالمية أثرت " بشكل كبير " على حركة النقل الجوي الدولي مشيرا في هذا الصدد إلى " تراجع النقل الجوي ب 4 في المائة في الوقت الذي سجل فيه المغرب ارتفاعا بنسبة 5ر4 في المائة سنة 2009" . وأشار إلى بعض العوامل الظرفية التي أثرت على توازنات شركة الخطوط الملكية المغربية سنة 2009 وعلى رأسها الارتفاع الصاروخي لأسعار النفط وإضرابات الربابنة. وقال، من جهة أخرى، إن سياسة فتح الأجواء مكنت المطارات المغربية من الارتباط بعواصم ومدن أخرى مضيفا أن عدد المطارات المرتبطة بالمغرب حاليا تصل إلى 72 مطارا وهذا ما ساهم، حسب الوزير، في زيادة عدد السياح في إطار تنفيذ رؤية 2010. وشدد السيد محمد دعيدعة عضو الفريق الفيدرالي للوحدة والديمقراطية على أهمية الخطوط الملكية المغربية باعتبارها من المؤسسات العمومية الرائدة إذ تشغل أكثر من حوالي خمسة آلاف مستخدم وتؤمن رحلات داخلية وخارجية. وأشار إلى أن فريقه تقدم بمجموعة من الاقتراحات منها ضرورة وضع اتفاقية جماعية تحدد واجبات وشروط المستخدمين وكذا تكوين الربابنة. وكان قد تم في وقت سابق اليوم بالرباط التوقيع على عقد - برنامج بين الدولة والخطوط الملكية يتعلق بتطوير النقل الجوي الداخلي عبر إنشاء "رام اكسبريس" كآلية جديدة منخفضة التكلفة. ويروم إحداث هذه الشركة الجديدة الاستجابة لمتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة على مستوى تنمية الاندماج الجهوي وتحفيز المبادلات الاقتصادية في ما بين الجهات، وتقوية جاذبية المدن المغربية من خلال تطوير الخطوط الجوية والنهوض بالحركية الداخلية والسياحة الوطنية.