أصبحت مواضيع الدين الإسلامي والحجاب وبناء المساجد وإدماج الجالية المسلمة في المجتمع الاسباني والتطرف، من أبرز سجالات ونقاشات المجتمع السياسي والمدني الاسباني، وكذلك وسائل الإعلام الاسبانية المرئية والسمعية والمكتوبة والالكترونية المختلفة، بسبب حصول تطورات في هذا الشأن، تارة تخلف الترحيب لدى الرأي العام، وتارة أخرى تخلف الرفض. وحسب دراسة أنجزتها وكالة الحقوق الأساسية التابعة للاتحاد الأوروبي، فإن 40 في المائة من المسلمين الذين يعيشون بإسبانيا، أكدوا تعرضهم للتمييز والعنصرية، وأنهم يعانون من الإقصاء الاجتماعي. ولعل هذه النسبة المسجلة تعد جد مرتفعة مقارنة مع باقي دول الاتحاد الأوروبي، حيث لاتتجاوز النسبة المتوسطة 10 بالمائة. والملاحظ أن وسائل الإعلام الاسبانية المختلفة تشن هذه الأيام حملات مغرضة ضد الدين الإسلامي والمسلمين، حيث تقوم بصياغة مقالات وتقارير صحفية مجانبة للواقع وللحقيقة، وتحذر من انتشار التطرف الإسلامي في إسبانيا، وتؤكد غير ما مرة على صعوبة إدماج الجالية المسلمة في المجتمع الإسباني. وتضم إسبانيا نسبيا أكبر عدد من المسلمين في أوروبا الغربية بعد فرنسا وهولاندا، وقد قدر عدد أفراد الجالية المسلمة السنة الماضية حسب مصادر رسمية إسبانية ب 1.310.148 نسمة، يتواجد غالبيتهم بجهة كاطالونيا (279.027) وجهة الأندلس (184.430) وإقليم مدريد (196.689) وإقليم فالنسيا (130.471) وجهة كاسطيا لامانشا (32.960) وجهة أراغون (30.982) وجزر الكانارياس (54.636). ويشكل المغاربة حسب نفس المصادر الرسمية نسبة 80 في المائة من أفراد الجالية المسلمة بإسبانيا. والملاحظ أن عدد المسلمين بإسبانيا ارتفع من 525 ألف نسمة سنة 2003 إلى أزيد من مليون مسلم سنة 2009 لتنتقل بذلك النسبة العامة من 1.21 بالمائة من سكان إسبانيا سنة 2003 إلى نسبة 2.8 بالمائة سنة 2009. ويبلغ عدد المساجد في إسبانيا حسب إحصاء سنة 2009 حوالي 60 مسجدا. ويذكر أن السلطات المحلية ببرشلونة وخيرونة كانت قد رفضت السنة الماضية منح تراخيص لإقامة مساجد للصلاة. على صعيد آخر، اكتشف مؤخرا باحثون متخصصون في ترميم التراث، والتابعون لمؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط بإسبانيا ببلدة «سوثار» التابعة لإقليم مالقة نسخة من القرآن الكريم يعود تاريخها للقرن الثالث عشر أيام حكم المسلمين للأندلس. وحسب ما أوردته صحيفة «ساينس ديلي» الإلكترونية مؤخرا، فإن نسخة القرآن المكتوب بالخط الأندلسي التي اكتشفت مؤخرا تعد إحدى أقدم النسخ التي تم العثور عليها حتى الآن بإسبانيا.