انتقد النائب الكطلاني من أصل مغربي محمد الشايب مساء أمس الاثنين تنظيم الشأن الاسلامي في اسبانيا معتبرا أنه " لا يعكس حقيقة الجالية المسلمة" في هذا البلد الاوروبي الذي يضم نحو مليون مسلم أغلبهم من المغاربة. ودعا السيد الشايب أثناء تقديم كتابه الاخير "آداب للتعايش" بحضور كاتبة الدولة الاسبانية في الهجرة السيد كونسويلو رومي الى توحيد مختلف الفيدراليات المتحدثة باسم الجالية المسلمة باسبانيا في إطار هيكل ديموقراطي واحد يتمتع بتمثيلية حقيقية لمسلمي إسبانيا كافة. وتعتبر الحكومة الاسبانية أن الممثل الوحيد للجالية المسلمة هو اللجنة الاسلامية وهي هيئة ثنائية القيادة أنشئت سنة1992 وتتكون من اتحاد الجاليات الاسلامية باسبانيا الذي يرأسه الاسباني من أصل سوري رياي التتري, وفيدرالية الكيانات الدينية الاسلامية التي يرأسها المسلم الاسباني منصور إيسكوديرو. وطالب النائب الاقليمي الوحيد الذي ينحدر من المغرب, من جهة أخرى, بمنح حق التصويت لجميع المهاجرين المقيمين بإسبانيا والذين يتعين ان " يكون لهم نفس حقوق ونفس واجبات الاسبان الاصليين حتى يتم تجنب خلق مواطنين من الدرجة الثانية", كما جرى في بلدان أوروبية أخرى. وقال السيد الشايب مخاطبا نخبة من الرسميين الاسبان والباحثين والفاعلين الجمعويين وعدد من الديبلوماسيين من بينهم سفير المغرب في إسبانيا السيد عمر عزيمان: " إنني أومن بقوة بأن التعايش ممكن داخل المجتمع الاسباني" مستشهدا في هذا الصدد بنتائج استطلاع للرأي أجري مؤخرا حيث تبين أن أزيد من60 في المئة من الاسبان يؤيدون منح المهاجرين نفس الحقوق التي يتمتع بها المواطنون الاسبان الاصليون. واعتبر النائب بالبرلمان الكطلاني (شرق اسبانيا), في ما يتعلق بإدماج المهاجرين المعتنقين للديانة الاسلامية, أنه من الاهمية بمكان في هذا الشأن تأهيل الائمة باعتبارهم قادة دينيين في الاحياء, مشددا على الدور التأطيري والتربوي الذي يمكن أن يلعبه هؤلاء الائمة خاصة بالنسبة للشباب. وأثار أيضا الصعوبات الجمة التي يلاقيها المسلمون في اسبانيا في بناء مساجد لهم "جديرة بهذا الاسم" بسبب اعتراض بعض العمديات وسكان بعض الاحياء. وأضاف أنه على الاسبان الاصليين أن يعتبروا مثل هذه المساجد بمثابة ممتلكات مشتركة للمجتمع ككل وليس مجرد أماكن عبادة للأجانب. وعبر عن دعمه لفكرة " إقامة تحالف بين الحضارات داخل الأحياء " في إشارة لمبادرة الوزير الأول الإسباني خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو التي تبنتها الأممالمتحدة من أجل تشجيع التفاهم والاحترام المتبادل بين مختلف الشعوب والثقافات. وفي مداخلتها خلال تقديم مؤلف السيد الشايب, أعلنت كاتبة الدولة الإسبانية المكلفة بالهجرة عن قرب تفعيل " مخطط استراتيجي لإدماج المهاجرين " يهدف بالأساس إلى تعزيز تحسيس المهاجر بالانتماء إلى المجتمع الإسباني وتكريس المساواة في الفرص بين جميع المواطنين أيا كانت جنسياتهم. وأكدت المسؤولة الإسبانية أن من شأن هذا المخطط أن يجعل من إدماج المهاجرين " المحور الأساسي لجميع السياسات العمومية " مشددة كذلك على أهمية انخراط جميع المتدخلين المعنيين وفي مقدمتهم المجتمع المدني وممثلو المهاجرين. ووصفت المسؤولة الاسبانية مؤلف النائب الشايب " بالأداة الرائعة " التي ستساعد كل من يعمل في مجال تدبير الهجرة. من جهتها, أكدت مديرة الشؤون الدينية بوزارة العدل الإسبانية ميرسيديس ريكو أن فكرة التعايش بين مختلف الجاليات تشكل " الشغل الشاغل بالنسبة للحكومة " الإسبانية مشيرة إلى أن ديوان خوسي لويس رودريغيث ثابتيرو يبذل كل ما في وسعه لضمان اندماج جميع المهاجرين داخل المجتمع الإسباني. واعتبرت الانتقادات التي تضمنها كتاب الشايب " مبالغ فيها " مشيرة إلى أنه " لا يوجد في أي بلد أوروبي تنظيم حقيقي للإسلام بل فقط محاولات للتنظيم." وقالت " اننا جد واعون بجوانب النقص في النظام الاسباني الذي هو قابل للتحسين". يذكر أن مؤلف السيد الشايب, " آداب للتعايش ", الذي صدر عن دار النشر (إسفيرا ديل ليبرس " باللغة الكطلانية والإسبانية والعربية, يتناول مجموعة من القضايا المرتبطة بظاهرة الهجرة بإسبانيا ووضعية الجالية المسلمة (تنظيم, مشاكل الإندماج).