تساءل الدكتور خالد الصمدي رئيس شعبة الدراسات الإسلامية بالمدرسة العليا للأساتذة ورئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية في عرضه، الذي قدمه أخيرا بقاعة المحاضرات بالمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل، ضمن مواعيد بيداغوجية التي يشرف عليها ويؤطرها الأستاذ أحمد لميهي، بحضور الطلبة والصحفيين ومدير المدرسة العليا للأساتذة، عن كيفية إدماج القيم في المنظومة التربوية من خلال مشروع مندمج يتأسس على تأطير نظري وتطبيقات عملية. واعتبر المحاضر، الذي نوه بأهمية مبادرة مواعيد بيداغوجية كنشاط ولقاء مفتوح على محيط الجامعة ومكوناتها، أن ما تم تأليفه في هذا الجانب قليل جدا، حيث انصبت التأليفات على تنمية الكفايات وتم إهمال مشروع التربية على القيم، باعتبارها تتجاوز ما هو وجداني، مؤكدا على الحاجة الملحة لإطار تطبيقي وعملي للتربية على القيم. كما اعتبر، من جهة أخرى، أن السبب الرئيسي في قلة التأليفات في هذا الجانب يرجع بالأساس إلى صعوبة الاشتغال على القيم، قائلا إن مسؤولية ترسيخ القيم داخل المؤسسة التعليمية والتربوية لا تتوقف على المدرس فقط، وإنما على الفاعلين التربويين وغيرهم. وبعد تناول خالد الصمدي بالشرح لجوانب تتعلق بالقيم في المنظومة التربوية من خلال الوثائق الرسمية، وأهمية هذا المشروع وإشكالاته في واقعنا المعاصر، والخصائص الأساسية المميزة لمفهوم القيمة، وكذا تحديدات مصطلحية ضرورية للتربية على القيم وبناء مصفوفتها تربويا، انتقل مباشرة إلى التركيز على الخطوات العملية لبناء هذا المشروع في المنظومة التربوية، كتلك المتعلقة بالخيارات التربوية المتاحة واستراتيجية البناء والإنجاز حسب المقاربة الاندماجية بتحديد مقاصد ومرجعيات ومنطلقات الإدماج، وبناء شبكة القيم المراد إدماجها، وتصميم خطة الإدماج، وتأليف الكتاب المدرسي بإدماج القيم الإسلامية، وتصميم برنامج الأنشطة الصفية واللاصفية مع وضع معايير للتقويم، وذلك لأهمية الحياة المدرسية في مشروع التربية على القيم وتحديد فضاءاتها عن طريق العمل على أن تتكامل أدوار المؤسسات في التربية على القيم، بتعزيز الآليات المرتبطة بذلك كما هو الحال بالنسبة لدور الإعلام، الأسرة، المسجد، والمحيط الثقافي والاجتماعي للمؤسسة التعليمية ،على اعتبار أن القيم هي مسؤولية الجميع. و يجدر الذكره أن الدكتور خالد الصمدي سبق له أن أصدر عدة كتب عن منشورات الإيسيسكو وطوبريس، نذكر من بينها، «القيم الإسلامية في المناهج الدراسية» و»القيم الإسلامية في المنظومة التربوية»، و»خطاب التربية الإسلامية في عالم متغير»، وتكنولوجيا الإعلام والتواصل وتوظيفها في تدريس التربية الإسلامية، وغيرها.