وصلت حاملة الطائرات الأميركية «نيميتز» برفقة أربع قطع بحرية إلى هونغ كونغ ، رغم إعلان الصين عزمها تعليق الزيارات العسكرية بسبب توتر العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة. وكانت التكهنات قد رجحت أن تمنع الصين دخول حاملة الطائرات الأميركية -التي تسير بالوقود النووي، وتحمل نحو خمسة آلاف جندي- إلى ميناء هونغ كونغ ، بسبب صفقة الأسلحة الأميركية المزمع بيعها لتايوان، وزيارة زعيم هضبة التبت الروحي، الدلاي لاما ، إلى واشنطن ; والتي تتضمن لقاء مع الرئيس باراك أوباما. بيد أن ضباطا كبارا في حاملة الطائرات، التي دخلت المياه الإقليمية لهونغ كونغ ، أكدوا أنهم يتطلعون إلى زيارة "ممتعة" للجزيرة الصينية التي كانت لعقود طويلة المكان المفضل للبحرية الأميركية، في إشارة إلى عدم تلقيهم أي إشارة من الجانب الصيني تمنع دخولهم. يشار إلى أن زيارات القطع البحرية الأميركية للمستعمرة البريطانية السابقة، التي عادت إلى السيادة الصينية عام 1997 ، كانت أمرا مألوفا رغم بعض الاستثناءات التي تجلت بمنع السلطات الصينية لهذه الزيارات في أوقات الجفاء والتوتر مع الولاياتالمتحدة. ففي عام 2007 ، منعت الصين حاملة الطائرات الأميركية «كيتي هوك»، من دخول الميناء رغم اقترابها من المياه الإقليمية، وذلك بسبب منح الرئيس الأميركي حينذاك، جورج بوش، ميدالية الكونغرس الذهبية للدلاي لاما التي تعتبره بكين شخصية انفصالية. في هذا الوقت ، توجه ، فعلا، الزعيم الروحي للتبت، الدلاي لاما, إلى الولاياتالمتحدة ، حيث سيلتقي الرئيس باراك أوباما، وسط مخاوف من تسبب اللقاء في توتر العلاقات بين واشنطنوبكين التي سبق أن حذرت من عواقب هذه الزيارة. ويعد هذا اللقاء بالنسبة للدلاي لاما (74 عاما) أمرا حاسما لإبقاء الأضواء مسلطة على تعامل بكين التي تصفه "بالوحش في ثوب الكهنة" مع قضية موطنه التبت في جبال الهيمالايا. وشددت إدارة أوباما على أن استقبال الرئيس للدلاي لاما سيكون بصفته زعيما روحيا لا سياسيا، مشيرة إلى أن الاجتماع سيجرى في غرفة خرائط البيت الأبيض وليس في المكتب البيضاوي. وأشارت تقارير صحفية إلى أن ظهور أوباما والدلاي لاما جنبا إلى جنب، قد يوتر العلاقات الأميركية الصينية ، ويعقد جهود واشنطن لضمان مساعدة بكين في ملفي كوريا الشمالية وإيران النووين، إضافة إلى تأثر العلاقات الاقتصادية والعسكرية والبيئية. وكان أوباما قد ألغى، العام الماضي، لقاء مع الدلاي لاما الذي التقى كل الرؤساء الأميركيين خلال العقدين الماضيين، خشية أن تكون بداية ولايته متوترة دبلوماسيا مع الصين. ومثلت المحادثات، التي جرت في يناير الماضي بالصين -وهي الأولى منذ , 2008- الجولة التاسعة من الحوار الذي لم يثمر أي نتيجة طيلة ثماني سنوات.