أعرب ناشطو حقوق إنسان صينيون أمس عن أسفهم لقرار شركة " غوغل " بإغلاق موقعها الرئيس في الصين ونقله إلى موقع في هونغ كونغ لا يخضع للرقابة، لكن وسائل الإعلام واصلت وابلاً من التصريحات شديدة اللهجة ضد محرك البحث الأميركي العملاق. وقال ليو شاشا الناشط في مجال حقوق الإنسان من إقليم هينان بوسط الصين إنني "شعر بحزن كبير جداً لرحيل غوغل". وقال ليو في رسالة نصية إنه "ما من أمل للديمقراطية في الصين. أريد أن أبكي". ورد محامي حقوقي يدعى تينج بياو بالسخرية من إعلان ملصق على جسم القطارات الصينية باسم "الوئام"، وهو اسم شائع حديثاً للقطارات الصينية التي تعكس اتجاه الحزب الشيوعي الحاكم إلى الاستقرار وتحقيق "مجتمع متناغم". وقال تينج على مدونته في موقع "تويتر" الإلكتروني "أهلاً بكل شخص! قطارات الوئام تذكر كل فرد: أن الراكب (غوغل) نظراً لعدم طاعته لقواعد القطار تم إجباره على النزول". وكتب يقول "رجاء إلى كل الركاب ضرورة احترام القواعد وغلق النوافذ والستائر وعدم النظر إلى المشهد خارج النافذة". وقال إن "القطار يقترب من الدوران. المحطة القادمة هي بيونجيانج" في إشارة إلى النظام الشيوعي في كوريا الشمالية. وقال المدون الشهير والناشط في حقوق الإنسان تشاو جينج الذي يستخدم اسم مايكل انتي على الإنترنت مستشهداً بأشهر فيلسوف قديم في الصين إن "غوغل على حق. كونفوشاس قد أبلغنا بالفعل: إنه ليس من الملائم دخول بلد خطير". وكانت شركة "غوغل" قد حولت زائري محرك البحث الصيني التابع لها "غوغل دوت سي.إن" إلى "غوغل دوت كوم دوت إتش.كي" الذي يقع مقره في هونغ كونغ بعد فشل محادثاتها مع الحكومة الصينية بشأن تشغيل محرك بحث لا يخضع للرقابة في الصين. وقالت "غوغل" إنها تنوي مواصلة عملها البحثي والتنموي في الصين ومواصلة أنشطة مبيعات هناك، رغم أنها أوضحت أن حجم قوة المبيعات سيعتمد على عناصر منها قدرة المستخدمين في البر الرئيسي في الصين على الوصول ل"غوغل دوت كوم دوت اتش.كي". وجاء القرار وسط احتدام التوتر بين الصين والولايات المتحدة بشأن عدد من القضايا من أهمها حرية الانترنت ومعدل سعر اليوان والعقوبات الاقتصادية على إيران ومبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان. وأعلنت "غوغل " عن نيتها الانسحاب من الصين، أكبر سوق لمستخدمي الانترنت في العالم، في يناير2010 عندما قالت إنها اكتشفت تسللاً إلكترونياً معقداً استهدف أجهزتها مصدره الصين. ويمكن للحكومة الصينية منع الصينيين من الوصول إلى موقع "غوغل" الجديد باللغة الصينية وهو الأكثر ترجيحا حيث اتهمت وكالة الانباء الصينية الحكومية "شينخوا" "غوغل" بالعمل وفق اجندة سياسية تخدم المصالح الأميركية. كما اتهمت "شينخوا" الشركة الأميركية بمحاولة نشر القيم والثقافة الأميركية ووصفت اتهامات غوغل للحكومة الصينية بالوقوف وراء هجمات القرصنة التي تعرضت لها بانها لا صحة لها. وتحظر الحكومة الصينية على شركات تقديم خدمات الانترنت عرض صور أو مواضيع مناهضة للحكومة الصينية ومن بينها المواد السياسية التي تراها الصين مناهضة لها. وكانت الحكومة الصينية قد حجبت مؤخرا مواقع واسعة الانتشار على شبكة الانترنت مثل “فيسبوك” و"تويتر". واستفاد محرك البحث الصيني "بايدو" من هذا الخلاف حيث ارتفعت قيمة أسهمه في البورصة بنسبة 44 بالمائة.