أجمعت الصحف البريطانية الكبرى على أن النتائج التي خرج بها اجتماع القمة الطارئ للاتحاد الأوروبي -الذي عقد في العاصمة البلجيكية , بروكسل , لبحث مستقبل العلاقة مع موسكو- جاءت دون مستوى الأحداث في منطقة القوقاز. غير أن بعض تلك الصحف التمس العذر للاتحاد الأوروبي في تعامله مع القضايا المطروحة بالصورة التي عكسها بيانه الختامي. صحوة أم إخفاق؟ ففي افتتاحيتها حول الموضوع, كتبت صحيفة «غارديان » أن قمة الأمس لم ترق لسمعة الاتحاد الأوروبي, لكن لم يكن ثمة سبب يدفع لتوقع غير ذلك «فالأزمة لا يمكن حلها في أمسية والخلافات بين 27 دولة متنوعة لا يمكن جسرها دون شيء من الإحباط». وأضافت أن الساسة البريطانيين كانوا يريدون أن تخرج القمة بقرارات حازمة من قبيل مراجعة جذرية للعلاقات مع روسيا, ونجحوا في إرجاء عقد مباحثات تجارية وشيكة. غير أن الصحيفة استدركت بالقول إنه حتى هذا القرار بدا رمزيا أكثر منه عقابيا ، ذلك أن الاتحاد الأوروبي تحدوه الرغبة في إبرام اتفاقية جديدة أكثر من روسيا. ولعل هذا ما يجعل البعض ذكما تقول الافتتاحية- يصف الاجتماع بأنه «إخفاق تام» ودليل آخر على ضعف الاتحاد الأوروبي عندما يواجه تحديا للسياسة الخارجية وبمثابة تذكير باستحالة القيام بعمل متماسك حيال قضية مؤثرة. وترى« غارديان » أن الاجتماع شهد صحوة للدول الأعضاء في الاتحاد إزاء ما يتعلق بواقع روسيا الحديثة, داعية إلى ضرورة إعادة تقييم التهديد الروسي, لكنها أقرت كذلك بأن القمة الأخيرة لم تكن هي الفرصة للقيام بذلك. إجماع لازم من جانبها رأت صحيفة «إندبندنت » في حشد كل زعماء الدول الأعضاء لحضور اجتماع بروكسل نجاحا في حد ذاته, مشيرة إلى أن ذلك يعد مظهرا من مظاهر الوحدة الواضحة الجديرة بالثناء. ومع إقرارها بصعوبة الاتفاق على صيغة بيان في مثل هذه المنتديات، فإن الصحيفة تقول إن هناك إجماعا بأن اجتماعا على مستوى القمة هو في جوهره أمر ضروري ومهم. ومضت إلى القول إن روسيا بإعلانها الاعتراف باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا قبل انعقاد القمة الأوروبية تكون قد عمدت إلى تغيير الحقائق على الأرض تماما مثلما حاولت جورجيا وأخفقت حينما قصفت أوسيتيا الجنوبية. على أن حمل روسيا على إلغاء اعترافها هذا يعد أمرا عسيرا إن لم يكن مستحيلا في نظر صحيفة «إندبندنت, » ومع ذلك ترى أن مراقبة روسيا وجورجيا للتأكد من مدى التزامهما بشروط وقف إطلاق النار لا ينبغي أن يتجاوز حدود الممكن. غزو منكر أما صحيفة «تايمز » فقد رأت في افتتاحيتها أن الرد الأوروبي على الغزو الروسي لجورجيا ، كان ينبغي أن يتسم بالإجماع والوضوح, معتبرة أن غزو دولة ذات سيادة جريمة نكراء. واستدركت الصحيفة قائلة إن الاتحاد الأوروبي مع ذلك استطاع وبتميز أن يتجنب هذه القضية «فلم يبعث قراره بتأجيل الجولة المقبلة من المفاوضات حول شراكة جديدة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا بنفس الرسالة الواضحة التي كان فرض العقوبات سينطوي عليها».