صدرت كذلك الطبعة الثانية من كتاب الدكتور عبد الهادي بوطالب »الإيسيسكو والصحوة الإسلامية« عن نفس المنظمة، ويضم هذا الكتاب أحد عشر باباً هي: صحوة المسلمين والتضامن الإسلامي، الدعوة الإسلامية؛ الإيسيسكو في خدمة العالم الإسلامي؛ الإسلام وحوار الحضارات؛ وحدة المصادر الدينية في القانون؛ إحياء الفقه الإسلامي؛ التحديات التي تواجه العالم الإسلامي في مجال العلوم والتكنولوجية؛ المدنية الإسلامية والتراث والفن؛ القومية العربية والجامعة الإسلامية؛ استراتيجية التربية العربية؛ من أجل بعث الثقافة الإسلامية ونشر لغة الضاد. ومما خطه قلم د. عبد الهادي بوطالب في مقدمة هذا الكتاب: »إن من مهام الإيسيسكو أن تنسق بين عمل المربين في العالم الإسلامي حتى تتمكن من التنسيق وتنويع العمل التربوي وتبادل الخبرات، وتعيد للفكر الإسلامي مشاغله العلمية بعد أن استوردت فكرة فصل الدين عن العلم وظن البعض أن الإسلام هو غير العلم. كما جاءت الإيسيسكو لتقييم التراث والربط بين الماضي وتجربته والمستقبل وتطلعاته فقد أصبح المسلمون يعيشون بدون تجربة وكأنّهم فقدوا كل أساس علمي ووجداني. لقد جاءت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لتضبط الجهد حتى لا يضيع العمل في التكرار والإعادة، وتوقف النزيف حتى لا تعمل بدون طاقة. وكان من دواعي خلقها أن تتكامل مع الألكسو واليونسكو، وأن تخطط مع المراكز والمنظمات تخطيطا منسقا، فما أكثر ما يجب أن نعمل، وما أحوجنا إلى تصحيح ما نعمل دون هدر للطاقة الذهنية والمالية والزمنية. إن الأمة الإسلامية تعيش اليوم جدليتها مع أحداث التاريخ وتفاعلاته، فهي تخلق الأحداث لمواجهتها، والأحداث تخلق القضايا لتواجه الأمة الإسلامية. وهي في هذا الجدل المستمر تتجدد ويقوى عودها، وقد تعلمت أن تخطط وتنظم. فتجاوز المسلمون بذلك العشوائية والارتجال، وجاءت منظمة الإيسيسكو لتعبر عن الجدلية اليقظة التي هي في الحقيقة يقظة الدول الأعضاء حكومات وشعوبا، ولتمارس هذه التجربة الجديدة التي تجمع بين أصالة المسلمين الثقافية والحضارية وتطلعهم نحو التمكن من العلم الحديث والتكنولوجية الناجعة قصد ربط الماضي بالحاضر والمستقبل، ولذلك فخطة الإيسيسكو واضحة وطريقها بيّن. وإن هذه الخطة وهذا الطريق يشكلان المحور الذي يدور حوله محتوى هذا الكتاب. فمن خلال ما يتضمنه من خطب وتصريحات المدير العام تتجلى المكوّنات الأساسية للعمل الإسلامي في الوقت الحاضر في مجالات التربية والعلوم والثقافة. ونأمل أن القارئ بذلك سيتمكن من التعرف على أهمّ ما يتعلق بالصحوة الإسلامية والتضامن بين المسلمين وتبليغ الدعوة الإسلامية، ودور الأمة في الحوار بين الحضارات وعدة مجالات أخرى تتضح في كل منها أهمية الدور الذي تضطلع به الإيسيسكو وكالة مختصة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في ميادين التربية والعلوم والثقافة«. يتألف هذا الكتاب من 168 صفحة من الحجم الكبير.