لوحظ خلال السنوات الماضية اهتمام متزايد للسينمائيين في أفلامهم الروائية أو الوثائقية الطويلة و القصيرة بمشاكل و قضايا و مآسي الهجرة غير الشرعية و الشرعية أيضا بأبعادها الاجتماعية و الإنسانية، و هي قضية كونية لا تخص المهاجرين المغاربيين و الأفارقة وحدهم بل تهم أيضا الألبانيين و الأفغان و المكسيكيين و غيرهم. و قد أنجزت خلال السنوات القليلة الماضية عدة أفلام مغربية وثائقية و روائية طويلة و قصيرة تناولت موضوع الهجرة غير الشرعية من بينها فيلم «الأفق المسدود» لليلى المراكشي، «وبعد» لمحمد إسماعيل»، «الراكد» لياسمين قصاري، و من أحدثها «المنسيون» لحسن بنجلون و «بدون كلام» لعثمان الناصري. كما تطرقت أفلام مغربية أخرى إلى مختلف مشاكل الهجرة الشرعية من بينها «هنا و هناك» لمحمد إسماعيل «الرحلة الكبرى» لإسماعيل فروخي و «تينجا» لحسن لكزولي ، «ما وراء جبل طارق» لمراد بوسيف و طايلان بارنان، «في بيت أبي» لفاطمة جبلي الوزاني و غيرها، و من أحدثها «الدار الكبيرة» للطيف لحلو و» بوبية» لسامية الشرقيوي و «كاميلا و جميلة» لسعاد حميدو و غيرها. و قد توفق منظمو مهرجان أكادير للسينما و الهجرة في اختيار هذا الموضوع الكوني و الخصب لمهرجانهم الذي يهدف إلى إتاحة فرصة التلاقي و التعاون بين الفاعلين في مجال السينما المنتمين إلى ثقافات مختلفة، و التعرف أيضا على الإبداعات السينمائية للمغاربة المقيمين بالخارج. ينظم هذا المهرجان السنوي الذي يتوسع إشعاعه دورة بعد أخرى من طرف جمعية المبادرة الثقافية، و الذي انطلقت دورته السابعة مساء يوم الأربعاء الماضي و ستختتم مساء يومه السبت. تضمن البرنامج أنشطة متنوعة شملت عرض أفلام متنوعة طويلة و قصيرة، روائية و وثائقية لها علاقة بموضوع الهجرة بمختلف تجلياتها، من بينها الفيلم البلجيكي «البارونات» للمخرج المغربي نبيل بن يادير الذي عرض في حفل الافتتاح، وفيلم «نبي» لجاك اوديار، و «الغياب» لماما كيتا، و «مسار لاجئين» لعلي بن جلون، و»بدون كلام» لعثمان الناصري، و فيلما «حراكة» و»باب الويب» للمخرج الفرنسي الجزائري مرزاق علواش الذي تم تكريمه إلى جانب الفنانة المقتدرة نعيمة المشرقي. و تم في هذه الدورة أيضا تشريف المخرج التلفزيوني المغربي محمد اقصايب بالتفاتة خاصة و مستحقة و نبيلة، هي عبارة عن خفقة قلب تقديرا لمساره الغني بالتميز و العطاء في الميدان التلفزيوني. تضمن البرنامج ثلاث ندوات، إذ تمحور موضوع الندوة الأولى حول تصور الشباب للهجرة، و الثانية حول التعاون الثقافي بين دول المغرب العربي، و سيدور موضوع الندوة الثالثة التي ستنظم صباح هذا اليوم (السبت) حول التناول السينمائي للرواية المغربية.كما شهدت هذه الدورة في إطار الأنشطة الموازية ورشات حول الصناعة السينمائية بتعاون مع جامعة ابن زهر استفاد منها طلبة و مهتمون بالميدان السينمائي بمدينة أكادير، و عرض مجموعة من الأفلام المغربية بالهواء الطلق ، كما تم إقامة حفل تحسيسي نظمته جمعية المبادرة الثقافية بتعاون مع جمعية «ما تقيش ولدي» بمشاركة مجوعة من الفنانين و الفنانات من مختلف التخصصات.