انتشرت ظاهرة السرقة أخيرا بشكل كبير، وأصبح واجبا على كل شخص دخل سوقا أو مكانا مزدحما أن يحرص على حافظة نقوده وهاتفه النقال ودراجته العادية أو النارية إذا كانت له دراجة، وقد انتشرت هذه الظاهرة في أحياء المدينة وفي السويقات والأماكن المزدحمة بالمارة كحي القصبة. والغريب في هذه الظاهرة هو أن ممارستها تتم بواسطة عصابات، يوزع أفرادها الأدوار فيما بينهم فهناك منهم من يتكلف بالسرقة ومنهم من يقوم بالمراقبة و من يقوم أثناء وقوع السرقة بإلهاء الضحية أو الركض وراء السارق موهما الضحية بأنه سيرجع له المسروق، كما تفشت سرقة السلاسل الذهبية والهواتف النقالة تحت التهديد بواسطة السلاح الأبيض، وسرقة المخادع الهاتفية والدور المنزلية ليلا، وسرقة السدادات المعدنية للعدادات الكهربائية، وسرقة محتويات السيارات... وكثرت هذه الأيام الشكايات التي ترد على الأمن من طرف المواطنين ، وتأتي النساء والفتيات اللواتي سلبت محافظهن أو هواتفهن النقالة أو مجوهراتهن الذهبية في المقدمة. ولوحظ أن هذه الظاهرة تتفاقم يوما بعد يوم إلى درجة أن أصحاب بعض الدكاكين في أحياء مثل خريبكة و كاسطوريفكرون هددوا بالقيام بإضراب مفتوح وإغلاق دكاكينهم حتى يتم وضع نهاية لهذه الظاهرة. وذلك لأن مجموعة من هؤلاء تعرضوا للسرقة داخل دكاكينهم أو تم تهديدهم بواسطة السلاح الأبيض من طرف عصابات من الشباب المستهلك للمخدرات والقرقوبي. أما في سويقات مثل الغديرة الحمراء و السويقة القريبة من المحطة الطرقية فإن اللصوص يقومون بعمليات السرقة في واضحة النهار... وينظم رجال الأمن بين الفينة والأخرى حملات تطهيرية يلقون من خلالها القبض على اللصوص ويقومون بتقديمهم للمحكمة. لكن هذه العملية لم تردع هؤلاء المنحرفين نظرا لأن أغلبهم يحصلون على البراءة وتتم معاقبتهم بالسجن لشهور قليلة . وهو ما يجعلهم يعودون إلى ممارسة السرقة من جديد، وأصبحوا بذلك لا يهابون رجال الأمن ..