رغم المداهمات البوليسية لمقاهي الشيشة فالظاهر أن ليس هناك ارادة حقيقية للقضاء على هذه الظاهرة »الوبائية« التي تفشت كالأنفلونزا تعدي القاصرين والقاصرات والشبان والفتيات، رغم ان »الشيشة« تعتبر من بقايا الحكم العثماني التركي الذي هيمن على كل دول المشرق العربي ولم يتمكن من فرض سيطرته على بلادنا، مما جعل المغاربة لايتأثرون بالعادات السيئة للامراطورية العثمانية، وقد ظلت »الشيشة« مقتصرة على مقاهي الشرق العربي وبعض مقاهي ليبيا وتونس والجزائر... ويبدو الآن ان الامبراطورية العثمانية نجحت بعد انهيارها في غزو بلادنا بفضل أصحاب بعض المقاهي الباحثين عن الربح المادي ولو على حساب صحة وآخلاق أولادنا.. فأثثوا مقاهيهم بمعدات »الشيشة« من مجامر ونرجيلات وجمرات لجلب أكبر عدد من الرواد وخاصة من القاصرين والشبان... وهكذا انتشرت في كل عمالات ولاية الدارالبيضاء مقاهي الشيشة التي أصبحت تجاور المؤسسات التعليمية والأسواق والأحياء الشعبية. وعندما أدخل لبعض مقاهي الشيشة فانني لا أتبين الوجوه من كثافة الدخان وأكاد اختنق من بقايا رماد الجمرات، واستغرب من قدرة هؤلاء المدمنين على الاسئناس بهذا الجو الجهنمي. ثم اتعجب من وجود فتيات جميلات يبدو عليهن انهن من »بنات الناس« يرتدين ملابس رياضية. فالفتاة تلبس بدلة رياضية فإذا رجعت الى الدار خلعتها وأخفتها حتى لايشم أهلها رائحة الشيشة اتعجب من وجود هؤلاء الفتيات اللواتي يدخن الشيشة في تلك السن فقد يصبحن مدمنات عليها عندما يكبرن فإذا تزوجن فسيواصلن تدخينها في منازلهن مما يشكل خطورة على الأجنة في أرحامهن أثناء الحمل وقد تلدن أطفالا مشوهين خلقة أو معاقين ذهينا... وقد يتعرضن للاصابة بمرض السرطان... فإذا كان الاطباء يحذرون النساء من تدخين السجائر... فهؤلاء الفتيات لايعرفن ان تدخين الشيشة يعادل تدخين أكثر من عشرين سيجارة. وإذا كان القانون الجنائي المغربي لايمنع تداول الشيشة في المقاهي... ولا يعاقب أصحاب مقاهي الشيشة الذين يسمحون للقاصرين والشبان والفتيات بتدخين الشيشة... فمن المفروض حماية الفتيات.... أمهات المستقبل السابحات وسط دخان الشيشة حتى لايغرقن في لجة الادمان خاصة وان اغلبيتهن لسن متشردات ولا مومسات ولاشمكارات ولكنهن من بنات العائلات ومن بينهن تلميذات وطالبات وموظفات، فالأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق) لاتفوم منه رائحة الشيشة