روائح الشيشة بالدار البيضاء تعدت الإنتشار وأزكمت أنوف الساكنة المجاورة لمقاهي ليتطور أمرها الى تجمعات داخل هذه المقاهي من طرف فئات عمرية شابة بين ذكور وإناث والمؤسف أن أغلبهم من تلاميذ وتلميذات المدارس القريبة ليأخذ موضوع انتشار الشيشة منحى آخر خلال المدة الأخيرة يتجلى في المداهمات الأمنية والإعتقالات بعد تعالي الأصوات المستنكرة لتسفر هذه الحركة المحمودة عن خبايا أخطر باكتشاف تناول الموقوفين سموما أخرى كالحشيش والمعجون والقرقوبي بمعنى أن الأمر تعدى تعاطي الشيشة الى مواد أخرى وربما تصرفات لا أخلاقية لتضع هذه الصورة آباء وأولياء المعتقلين بعد هذه المداهمات في حرج وتكشف في ذات الوقت أن هذه الظاهرة أصبحت تشكل خطرا محدقا على شبابنا الأمر الذي يتطلب التصدي لها بحزم وصرامة للحد من تفاقم إنتشارها بهذا الشكل المفضوح. إننا بقدرما نثمن حملات المداهمة كما حدث أخيرا من السلطات المحلية والتي أفلحت في الوصول الى بؤر لتعاطي الشيشة، بقدرما نطالب بتكثيف هذه الحملات وبشكل عام في محاولة لقطع دابر هذه الظاهرة التي أصبحت حديث العام والخاص بالمدينة، وكون أن سلطات الولاية سبق لها أن أصدرت قرارا بمنع تعاطي الشيشة بالمقاهي، فأضعف الإيمان في الوقت الحالي أمام ما آلت اليه الأمور من تطور هو التفعيل الجدي والحازم لهذا القرار بشكل مستمر وبطرق مفاجئة. كما أن الأسر والمؤسسات التعليمية وجمعيات المجتمع المدني بدورها ملزمة بل معنية للقيام بدورها التوعوي لدى الفئات الشابة لتفادي السقوط في هذا الوحل.