سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التحكم في المجاري المائية التي تصب في حوض سبو وتنظيف قنوات صرف المياه وعدم السكن بجوار الأودية تدابير للحد من كوارث الفيضانات فيضانات جديدة تجتاح دواوير جماعة المكرن ومئات المنكوبين يغادرون مساكنهم نحو مراكز الإيواء
حدث ما كان مثار خوف لذى المواطنين والمسؤولين ،والكارثة التي بدت شبيهة بكارثة الموسم الفارط ألقت بكامل وقعها على جماعة المكرن بالدرجة الأولى ، فقد اجتاحت الفيضانات ليلة الجمعة السبت هذه الجماعة حيث بدأت بتعاونية الخيرثم واصلت زحفها تدريجيا على دواوير الوعادة اولاد موسى اولاد عامر البغلية، طناجة، قرية بكة ،المحاجيب ...وقد أشرفت السلطات نفسها خلال نفس الليلة على عملية إجلاء المنكوبين من تعاونية الخير ودواراولاد موسى واولاد بلخير بواسطة الوقاية المدنية التي استعملت الزودياك وتم نقلهم الى مركز سيدي علال التازي . ويمكن القول ان المواطنين كانوا مستعدين للكارثة بعد إخطارهم بذلك من طرف السلطات، وصباح السبت كما تمت معاينة ذلك مباشرة ، وبينما كانت المياه تزحف من واد بهت والمجاري التي اعيدت لها الحياة والقنوات التي امتلأت عن آخرها بالمياه تزحف على بيوت الفلاحين والطرق والمسالك بعدما اجتاحت آلاف الهكتارت من أراضيهم الفلاحية شوهد الكثير من المنكوبين يهاجرون دواويرهم بقطعانهم وأطفالهم وما بقي من أغراضهم الى أماكن آمنة حددتها الجهات المسؤولة في غابة المعمورة بالكلم 9 ، وملعب جماعة سيدي علال التازي ونقطة المنزه في طريق سيدي يحيى ،وبعضهم انتقل بعيدا الى جماعة سيدي الطيبي ،ولكن كثيرا منهم لجأوا الى عائلاتهم ومعارفهم الذين احتضنوهم وفق تقاليد المغاربة المعروفين بقيم التضامن والمؤزرة في أيام الشدة ،بعض المنكوبين كانواغاضبين مما آلت اليه أوضاعهم ومن غياب المساعدة ،وقاطنو دوار المحاجبة تحديدا رفضوا الإجلاء وبرروا ذلك بسوء معاملتهم في السنة الفارطة عندما تم تكديسهم في مستودعات .. الحمولي منصور والفاطمي محمد من دوار الوعادة دعوا الى تقديم دعم حقيقي حيث قالا ان المنكوبين خلال فيضان السنة الماضية لم يتسلموا سوى كيسين من الشعير للأسرة الواحدة وقليل من السكر والشاي وهي مساعدات لم تفد في شي ء، منتخب من جماعة المكرن أثار مأساة المكرن مع كل فيضان ، وسجل ان مشاكل الجماعة لا زالت قائمة رغم المحن التي تجتازها كل سنة ، من هذه المشاكل ان قنوات صرف المياه لم تنظف منذ 30 سنة مما كان يزيد في وقع الكارثة ،وطالب بأن يخصص الوالي اجتماعا خاصا مع المنتخبين المحليين للتعرف على الخسائر التي تتعرض الجماعة وايجاد الحلول .. .. وفي اطار التخفيف من معاناة المنكوبين تم إيواء حوالي 350 فرد في مركز علال التازي . رئيس الجماعة مصطفي برقية أفاد ان جميع التدابير اتخذت لتزويد نزلاء المركز بالغداء والغطاء والأسرة والخيم حيث بلغ عددها 86 خيمة ، وتم توفير الأعلاف للماشية وأكد ان هناك تعاونا كبيرا بين المنتخبين والسلطات والدرك ووزارة الصحة لاستقبال المنكوبين في أحسن الظروف .. ومن جانب آخر فقد حدد ت خسائرمنطقة الغرب حسب مصدر من المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي نتيجة الظروف المناخية الراهنة في إتلاف 50 ألف هكتار الى حدود يوم السبت الأخير من مجموع حوالي 300 ألف هكتار المساحة المزروعة في دائرة الغرب ، وهمت على الخصوص الجماعات المتضررة سيدي سليمان المكرن التازي بلقصيري الحوافات ، ومن نتائج هذه الوضعية ارتفاع ثمن علف الماشية فقد ارتفع ثمن البالة الواحدة الى 25 درهم بينما لم يكن يتجاوزسعرها قبل الفيضانات 15 درهم ..ولتفادي الخصاص في هذا المجال أفاد نفس المصدر ان إدارة وزارة الفلاحة وزعت على الفلاحين المتضررين 2 قنطارين على كل من يملك 5 بقرات ، وللحفاظ على القطيع من الأمراض بلغ عدد المواشي الملقحة الى حدود اول أمس 11 ألف رأس .. غير ان كارثة الفيضانات التي تكررت للسنة الثانية على التوالي مدعاة للتفكير بجدية في الحلول العميقة لمواجهة مثل هذه الآفة الطبيعية ، لذا وجب التفكير في التحكم في المجاري بالمرتفعات المشرفة على حوض سبو وتنظيف قنوات صرف المياه في سافلة الحوض ، وإعادة النظر في الأماكن التي يتم اخيارها لإسكان المواطنين ، فالأكثر تضررا منهم هم الذين يقطنون جوار الأودية والمجاري المائية ..