بدأت رئيسة الديبلوماسية الأمريكية كوندا ليزارايس جولة تشمل دول المغرب العربي باستثناء موريطانيا التي ترفض الإدارة الأمريكية لحد الآن الاعتراف بالذين جاء بهم الانقلاب العسكري إلى سدة الحكم، وانطلقت هذه الجولة يوم أمس بالعاصمة البرتغالية لشبونة قبل أن تحط الرحال سيدة الديبلوماسية الأولى في أمريكا بعد ذلك بطرابلس التي تعتبر محطة بارزة جدا في تاريخ العلاقات الأمريكية الليبية التي ظلت منذ وصول العقيد معمر القذافي إلى الحكم على صفيح ملتهب بالخلافات ، وتكفي الاشارة إلى أن كونداليزا رايس تعتبر أول شخصية أمريكية ديبلوماسية بهذا المستوى تزور ليبيا منذ زيارة وزير الخارجية الأمريكي فوستر دالاس في 1953، مما يؤشر على أن العلاقات بين عدوي الأمس ستشهد آفاقا جديدة تركز هذه المرة على التعاون وضمان المصالح المشتركة. ومن طرابلس ستحلق رايس نحو تونس ثم تتوقف في الجزائر قبل أن تختتم جولتها بزيارة المغرب. طبعاً، لم تعلن وزارة الخارجية الأمريكية ولا قسم الشؤون العامة بسفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالرباط الذي أصدر بلاغا إخباريا بهذه المناسبة عن طبيعة القضايا التي ستبحثها المسؤولة الديبلوماسية الأمريكية، ولكن واضح أن أولويات الإدارة الأمريكية واضحة في هذا الصدد، ذلك أن كونداليزا رايس ستحمل معها جدول أعمال مباحثاتها مع المسؤولين في منطقة المغرب العربي مكتظا بالقضايا الساخنة. وأولى هذه القضايا بطبيعة الحال إعادة الحياة لمبادرة الشراكة مع دول شمال افريقيا والشرق الأوسط التي أطلقتها واشنطن منذ سنة 2002 وتراهن الإدارة الأمريكية على أن تعبد أمامها الطريق بتحقيق تقارب بين دول الشريط الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط. كما ستسعى وزيرة الخارجية الأمريكية خلال هذه الزيارة إلى إحراز تقدم في قضية الصحراء المغربية، وبدت ملامح هذا المسعى خلال الأسبوع الأخير حينما أكد السفير الأمريكي بالجزائر دافيد بيرس المعين حديثا في هذا المنصب أمام لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي على ضرورة إيجاد حل للنزاع في الصحراء من أجل تعزيز ما سماه التكامل بين دول المغرب العربي. ومن المؤكد فإن ملف الإرهاب سيكون حاضرا في مباحثات الوزيرة الأمريكية مع جميع المسؤولين في المغرب العربي بالنظر إلى أن هذه المنطقة تحولت إلى مستنبت خطير للإرهاب في العالم، كما ستجد قضايا التعاون الاقتصادي مساحة مهمة في هذه الجولة، فواشنطن لا يمكن أن تقبل باستفراد دول أوربية بخيرات هذه المنطقة.