أكدت مصادر أميركية رسمية أن واشنطن بدأت سلسلة مشاورات دبلوماسية، لتأمين نجاح انعقاد اجتماع الدول الست الكبرى بشأن الملف النووي الإيراني، في نيويورك، السبت المقبل، وسط أنباء عن معارضة صينية لفكرة فرض أو تشديد العقوبات. فقد نقلت وكالة أسوشيتد برس للأنباء عن دبلوماسيين غربيين أن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا, اتفقت على عقد اجتماع، يوم السبت المقبل، في نيويورك، على مستوى المديرين السياسيين في وزارات الخارجية بالدول المعنية، لبحث آخر مستجدات الملف النووي الإيراني، عقب رفض طهران القبول بمسودة اتفاق فيينا بشأن مبادلة اليورانيوم المخصب. ووفقا للدبلوماسيين الغربيين، اللذين طلبا عدم الكشف عن اسميهما، من المنتظر أن يبحث اجتماع السبت المقبل مسألة فرض أو تشديد العقوبات على إيران لتحديها قرارات مجلس الأمن بشأن أنشطة تخصيب اليورانيوم التي ترى فيها الدول الغربية مقدمة لصنع قنبلة ذرية. في هذا الإطار، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، بي جيه كراولي، في تصريح له , أن مساعد وزيرة الخارجية، وليام بيرنز، سيتوجه إلى موسكو ومدريد خلال اليومين المقبلين، للتحدث مع نظرائه الروس والأوروبيين بشأن المسألة الإيرانية. وجاءت تصريحات كراولي تعقيبا على ما ذكرته وزيرة الخارجية ، هيلاري كيلنتون -في تصريح صحفي بهاواي، قبيل مغادرتها واشنطن في جولة خارجية- من أن القرار النهائي بشأن فرض عقوبات على إيران، لم يتخذ بعد، لكن مسؤولي الإدارة الأميركية سيتحركون بهذا الاتجاه بعد التشاور مع حلفاء واشنطن ودول أخرى. في هذا السياق، كشفت مصادر دبلوماسية غربية أن الصين -التي تولت الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي مطلع العام الجاري- أعلنت صراحة معارضتها فرض عقوبات على إيران على خلفية مخاوف بكين من تأثرها بتلك العقوبات التي يتوقع أن تشمل صناعة النفط الإيرانية. وأوضح المندوب الصيني الدائم في الأممالمتحدة موقف بلاده -في تصريح له قبل أيام- بقوله إن فرض عقوبات جديدة يتطلب وقتا وصبرا، في إشارة إلى أن بكين لن توافق في المرحلة الحالية على فرض أو تشديد أي عقوبات. أما بالنسبة للموقف الروسي، فقد ذكر مسؤولون غربيون أن موسكو باتت أقرب إلى الموقف الغربي بسبب رفض طهران قبول مسودة اتفاق فيينا -التي اقترحتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية- لمبادلة المخزون الإيراني الكامل من اليورانيوم المنخفض التخصيب بنظيره المخصب بنسبة 20% خارج الأراضي الإيرانية. بيد أن الموقف الروسي لا يزال، حسب هذه المصادر، يقف معارضا لنوعية وآلية فرض العقوبات الجديدة أو تشديد العقوبات السابقة، وذلك لخشية موسكو من تأثير ذلك على علاقاتها الاقتصادية المتزايدة مع إيران. يشار إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية ، كلينتون، كشفت في تصريحاتها، أن الإيرانيين يواصلون تقديم المقترحات، لكنها عادت وأكدت أن لدى الإدارة الأميركية من القناعة ما يكفي بأن الحل الوحيد لإجبار إيران على التراجع عن طموحاتها النووية، يتمثل في فرض عقوبات تشمل النخبة الحاكمة في البلاد. وذكرت للصحفيين أن واشنطن ستدرس مع حلفائها فرض عقوبات ذات تأثير فعال يجبر القيادة الإيرانية على إعادة حساباتها، وتحديدا تلك الدائرة الضيقة المشاركة في صنع القرار ، والمستفيدة من الوضع القائم.