سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المغرب خطا خطوات مهمة في تعبئة الرأي العام الوطني والدولي لنصرة قضيته العادلة وصيانة وحدته كلمة حزب الاستقلال في الذكرى السادسة والستين لتقديم وثيقة الاستقلال والوحدة والديمقراطية
تحل يومه الاثنين 11 يناير الذكرى السادسة والستون لتقديم وثيقة الاستقلال والوحدة والديمقراطية 11 يناير 1944 لجلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه ولإدارة الحماية الفرنسية بالمغرب. كما تحل في نفس اليوم 11 يناير الذكرى السابعة والأربعون لتقديم وثيقة التعادلية والاقتصادية والاجتماعية 11 يناير 1963 لجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه. وإننا في حزب الاستقلال ليسعدنا في هذا اليوم الأغر أن نحتفل بالذكريين ونستحضر الظروف التي تم فيها إعداد الوثيقتين الهامتين والمتكاملتين الى الملكين الراحلين ، والإدارة الفرنسية بالنسبة لوثيقة 1944. هذه الوثيقة العظيمة في مغزاها ومبناها، لقد كانت الدنيا تعيش هدير الحرب العالمية الثانية والناس وهم يرقبون هذه الحرب أن تضع أوزارها وهي تعيش أنفاسها الأخيرة يصغون ويرقبون ماذا سيحدث فإذا بثلة من الوطنيين المجاهدين المغاربة يفاجئون المستعمر وحلفاءه في العالم بهذه الوثيقة الخالدة، ولشد ما كان وقع المفاجأة على المستعمر وإدارته التي كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق النصر في الحرب العالمية الثانية مع حلفائها. وقد لجأت هذه الإدارة كعادتها الى ما اعتادته من قمع وحشي للمجاهدين حيث اعتقلت قيادة الحزب التي هيأت الوثيقة وأمضتها وقدمتها للمحاكم مدنية وعسكرية كما واجهت المظاهرات والاحتجاجات الشعبية بالسلاح والمعتقلات والسجون فسقط عشرات الشهداء واعتقل آلاف المواطنين. غير أن هؤلاء المناضلين على اختلاف مستوياتهم في المسؤولية كانوا ينظرون الى كل ذلك برضى المومن المحتسب، لأنهم انطلقوا من مبدأ قار وأساس لدى الحركة الوطنية الاستقلالية منذ البداية، أما الانتصار وأما الشهادة مصداقا لقوله تعالى: »قل هل تتربصون بنا إلا إحدى الحسنين« والحسنيين كما هو معروف هما الشهادة أو الانتصار. وإذا كانت الإدارة أمعنت في القمع بكل أصنافه وتلاوينه فإن الوطنيين ازدادوا صلابة وثباتا حتى كان لهم النصر وتحقق الاستقلال. وبهذا الانتصار تحقق ركن من أركان هذه الوثيقة التاريخية الكبرى وبقي الحزب بعد الاستقلال يناضل لتحقيق الوحدة الترابية واستعادة ما بقي من التراب الوطني تحت سيادة غير السيادة المغربية، فاسترجع المغرب أجزاء مهمة ما بين 1956 و 1975 وفي هذه السنة كانت المسيرة الخضراء العظيمة والخالدة التي بمقتضاها استعاد المغرب الأقاليم الصحراوية الجنوبية الساقية الحمراء ووادي الذهب، وإذا كان بعض الجيران يعاكسون المغرب في وحدته الترابية ويستعملون كل الوسائل التي يتوفرون عليها في ذلك فإن المغرب خطا خطوات مهمة في تعبئة الرأي العام الوطني والدولي لنصر قضيته العادلة في استعادة أراضيه وصيانة وحدته ، ولا يمنعه ما يقوم به هؤلاء ومن استطاعوا اكتسابه لصفهم في مواصلة مسيرة البناء والنماء في تلك الأقاليم كما في غيرها من أقاليم الشمال والشرق والغرب من التراب الوطني كما لم يمنعه ما يبذل من معاكسات في مواصلة سعيه الحثيث لدى الجار اسبانيا من أجل استرجاع المدينتين السليبتين سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما. وحزب الاستقلال هو يحيي ذكرى 11 يناير 1944 وهو مومن بوحدة المغرب التاريخية والجغرافية يواصل مسيرته النضالية لإنجاز وتحقيق الوحدة الكاملة للتراب الوطني مهما تطلب الأمر وكلف من تضحيات. وان من أهم ما يجب أن نسجله هنا باعتزاز ما تحقق من انجاز عظيم في مجال الديمقراطية وحقوق الانسان ببلادنا وهو الركن الثالث من وثيقة 11 يناير 1944 حيث نصت على تحقيق نظام الشورى (الديمقراطية) ببلادنا برعاية جلالة الملك وقد تم بالفعل تحقيق خطوات كبرى في هذا الصدد وبالأخص في العشرية الأخيرة التي تربع فيها جلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه المنعمين، وان ما أعلنه جلالته في الخطاب الأخير يوم الأحد 3 يناير الجاري في مجال تحقيق الجهوية المتقدمة يعتبر خطوة هامة ومباركة في مجال بناء صرح الديمقراطية وتحقيق اللامركزية واللاتمركز بمشاركة كل القوى الحية والفاعلة في بلادنا. وإننا في حزب الاستقلال سنبقى أوفياء لقيم الحزب النضالية والالتفاف حول جلالة الملك لصيانة مكاسب المغرب في الاستقلال والوحدة والديمقراطية. وفي إطار تعزيز هذه الثوابت الوطنية تقدم الحزب بوثيقة التعادلية الاقتصادية والاجتماعية للمغفور له الملك الحسن الثاني في 11 يناير 1963إذ كان الهدف بعد انجاز اول دستور للمغرب في دجنبر 1962 هو وضع ميثاق اقتصادي واجتماعي يسعى الحزب من ورائه الى تحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على التفاوت بين الفئات الاجتماعية والأقاليم والجهات بانجاز برامج تنموية وتعميم التعليم وجعله في خدمة التنمية، وإذا كان المغرب قد خطى في هذا المجال خطوات مهمة في العقود المتقدمة فإن الوتيرة التي تعرفها بلادنا اليوم في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية تعتبر رائدة، و في هذا السياق لابد من الاشادة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعلنها ويرعاها جلالة الملك ، والتي ترمي الى القضاء على الفقر والرفع من مستوى المواطنين اجتماعيا واقتصاديا في الجماعات والأحياء التي تعرف خصاصا كبيرا في هذا المجال وتعاني من الهشاشة والتهميش والاقصاء، وقد سجل هذا العمل التنموي نتائج مهمة جدا. وإذا كان حزب الاستقلال قد تحمل مسؤولية قيادة العمل الحكومة في شخص أمينه العام الاستاذ عباس الفاسي إعمالا للمنهجية الديمقراطية من طرف جلالة الملك فإن النتائج التي تحققت خلال هاتين السنتين رغم الظروف الاقتصادية والمالية العالمية الصعبة تدل على روح المثابرة والجدية ونجاعة المنهج والبرامج التي وضعتها الحكومة وتسعى بجدية لانجازها بتوجيهات سديدة من جلالة الملك وقد ظهرت هذه النتائج في تقليص نسبة البطالة الى حد لم يسبق للمغرب ان عرفه في تاريخه الاجتماعي كما تم تحقيق نسبة نمو مهمة تقترب من 6٪ رغم هذه الظرفية الصعبة وتحقق للطبقة العاملة في القطاع العام والخاص نتائج هامة في إطار الحوار الاجتماعي الذي رصدت له الحكومة مبالغ مالية مهمة بلغت عشرين مليار درهم. ويمكن في عجالة رصد بعض التدابير والإجراءات المنجزة اقتصاديا واجتماعيا خلال السنتين المنصرمتين في أفق سنة 2010 حيث تم: - خفض نسبة التضخم. - دعم مواد الاستهلاك. - التغطية الصحية. - تشجيع الأسر لتوفير ظروف تعليم أبنائها. - تقليص نسبة البطالة وإحداث 23 ألف منصب شغل في ميزانية سنة 2010. - الرفع من ميزانية الاستثمار في العالم القروي إلى 20 مليار درهم بزيادة تقدر ب 14.5 ولم يكن في سنة 2007 يزيد عن عشر مليارات. - تعميم الماء الشروب ب 87٪ في العالم القروي. - برنامج استعجالي للتربية والتكوين والرفع من ميزانية التربية والتكوين حيث انتقلت من 37.4 مليار درهم إلى 46 مليار درهم. - تشجيع الأسر ماليا للدفع بالأطفال للتعلم والقضاء على الهدر المدرسي. - تسريع وتيرة الأوراش الكبرى إلى غير ذلك من المشاريع والمنجزات. إنها بعض من كل ومع ذلك فهي أرقام تتحدث عن نفسها وتبين مدى المجهود المبذول. ولا شك أن هذا كله يأتي في سياق ما يسعى إليه الحزب وما تعمل له الحكومة تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك لتحقيق التقدم والازدهار لبلادنا ومواطنينا. - إننا نحيي هذه الذكرى وإخواننا من الأقاليم الجنوبية الصحراوية يعانون من الظلم والقهر والاستغلال أبشع استغلال في مخيمات العار بتندوف وإننا نعبر عن استنكارنا لما يجري هناك ونؤكد تضامننا المطلق معهم ونوجه نداء أخويا للمسؤولين الجزائريين لرفع يدهم عن هؤلاء المواطنين المغاربة المحتجزين للرجوع إلى وطنهم وإلى ذويهم والإقلاع عن سياسة معاكسة المغرب في حقه المشروع في وحدة أراضيه. كما نحيي الذكرى وأوضاع الأمة العربية والإسلامية ليست على ما ينبغي أن تكون، ونحن في حزب الاستقلال الملتزمين دائما بالتضامن مع كافة الأمة العربية والإسلامية الساعية للحفاظ على حريتها واستقلالها ووحدة أراضيها، فإننا من جديد نعبر عن تضامننا مع العرب والمسلمين وكل الضعفاء والمقهورين، وبصفة خاصة مع الشعب الفلسطيني الذي لايزال يعاني من قهر الصهاينة وظلمهم مطالبين برفع الحصار الظالم على غزة وكل فلسطين مع توجيه نداء أخوي لكل فصائل الشعب الفلسطيني للمصالحة والوحدة لتحقيق الاستقلال وبناء الدولة الفلسطينية المقبلة وعاصمتها القدس الشريف. - وفي الختام نت?ضرع إلى الله سبحانه أن يتغمد شهداء الاستقلال والديمقراطية والوحدة بواسع رحمته وأن يتقبلهم في الصالحين معبرين عن تقديرنا واعتزازنا وإكبارنا لما تقوم به القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة تحت قيادة قائدها الأعلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله وحفظه في ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وسائر أفراد الأسرة الملكية بما حفظ به الذكر الحكيم.