تنامت وتيرة السرقة بكل أنواعها سواء الفردية منها أو الجماعية وبعدة نقط بشوارع وأحياء مختلفة من مدينة مراكش التي تشهد اتساعا عمرانيا ملحوظا. هذه الظاهرة وما تم تسجيله وتداوله بشأنها خلال الآونة الأخيرة، وبما تحمله من مخاطر على سلامة الأشخاص وأغراضهم وممتلكاتهم زرعت لدى المواطن المراكشي ولدى السيدات والفتيات خاصة رعبا وقلقا دائمين. وأضحى التساؤل حول طبيعة الأشخاص والعصابات التي تقف وراء هذه السرقات بخطة وتأكيد مدروسين دونما أي التراث أو اهتمام كبير بإمكانية مواجهة الضحايا ورجال الأمن. وتمت ملاحظة أنه غالبا ما يتم اعتراض سبيل الضحايا في مكان تقل فيه الحركة، وبخاصة في أوقات مبكرة أو بداية النهار ليتم إشهار السلاح الأبيض وبأحجام وأنواع كبيرة (سيوف) سبب للضحايا المستهدفين اضطرابا في التفكير ليضطروا مجبرين للتخلي عن أغراضهم وحوائجهم الشخصية طواعية، وإن أبدى بعض الضحايا، أحيانا، نوعا من المقاومة فنصيبهم غالبا ما يكون هجوم شرس وإصابات وطعنات تكون خطيرة. والملاحظة العامة التي تم تسجيلها بخصوص منفذي السرقات أن أغلبهم يكون في حالة غير طبيعية مرد ذلك تناولهم ما يكفي من مواد مخدرة تبعدهم عن الصواب. والأكيد أن كل أغراض وحاجات المواطنين من دراجات نارية وهواتف نقالة وحلي وحقائب مالية وغيرها أضحت فرصا مواتية للسارق أو عصابة مشكلة من ثلاثة أفراد فما فوق حيث يتم رصد الفريسة المفضلة وبالمكان المناسب ليبقى الشيء المهم لمنفذي السرقات الظفر بشيء من الطريدة ومهما كانت النتائج. ولم يسلم من هذه العمليات حتى بعض السياح حيث تم تسجيل عدة سرقات في حقهم بنقط مختلفة من المدينة. وتم تسجيل في الآونة الأخيرة تصاعد نشاط لعصابات متخصصة في سرقة الدراجات النارية وبخاصة بحي دازيكي وأحياء المسيرة ونقط أخرى بالمدينة. وهذه المجموعات تعتمد نفس الأسلوب من خلال اعتمادها اعتراض سبيل الضحايا وتهديدهم بالسلاح الأبيض، أو مباغتتهم بإسقاطهم من دراجاتهم، وفي حال المقاومة يكون نصيب الضحية اللكم والرفس ثم انتزاع الدراجة النارية بالقوة. والأكيد أن دوائر الأمن بالولاية تتلقى عشرات الشكايات اليومية المختلفة عن عمليات السرقات والسطو. ومصالحها تقوم بجهود لا يستهان بها سواء بالليل أو النهار إلا أنها مازالت عاجزة عن التخفيف من حجم هذه الظاهرة التي تزداد شراستها يوما بعد يوم، وفي نقط متعددة بالمدينة وهو ما يفرض ويستوجب وضع استراتيجية أمنية بكل النقط السوداء للحد من تنامي هذه الظاهرة.