وجّه الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، صفعة لمرتزقة البوليساريو، بعد أن خصص 10 ثوان فقط لقضية الصحراء المغربية في خطابه خلال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث قال في كلمته المقتضبة حول النزاع المفتعل: "نؤكد من جديد موقفنا الثابت فيما يتعلق بنزاع الصحراء. إننا ندعم جهود الأممالمتحدة وجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة من أجل التوصل إلى تسوية دائمة يقبلها الجميع". هذا التصريح الموجز أثار حفيظة الانفصاليين، لا سيما وأنه جاء في وقت تعيش فيه العلاقات بين موريتانيا والجبهة فترة اضطراب. الغزواني، الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي، لم يشر إلى رغبة الاتحاد في الانخراط في عملية تسوية النزاع المفتعل حول الصحراء، وهو ما اعتبرته جبهة الوهم تجاهلا لدورها في هذا الملف.
يأتي هذا التطور في الأممالمتحدة بعد خطوات عديدة تشير إلى تباعد المواقف بين موريتانيا والبوليساريو. ففي وقت سابق، ورغم إلحاح الجزائر، وجّه ولد الشيخ الغزواني دعوة للزعيم الانفصالي إبراهيم غالي لحضور حفل تنصيبه رئيسا، ولكنه امتنع عن استقباله بشكل رسمي. بالإضافة إلى ذلك، رفضت نواكشوط دعوة جبهة البوليساريو لحضور ندوة عقدت في جنيف يوم 10 شتنبر 2024 تحت عنوان: "الاحتلال وتقرير المصير: مقارنة بين قضية الصحراء وفلسطين"، مما زاد من تعميق الهوة والتوتر بين الطرفين.
وأظهرت هذه التطورات مدى حساسية الموقف الموريتاني في التعامل مع قضية الصحراء المغربية، حيث تسعى نواكشوط إلى الحفاظ على توازن دقيق في علاقاتها مع الأطراف الإقليمية المعنية، دون الانخراط المباشر في النزاع المفتعل. ورغم الضغوط المستمرة من الجزائر وجبهة البوليساريو، يبدو أن موريتانيا تتخذ مسارا أكثر حيادا في هذا الملف، مفضلة الالتزام بدعم جهود الأممالمتحدة والتأكيد على القرارات الأممية ذات الصلة.