اعتقال مجموعة كبيرة من المحرضين من عدة مدن مغربية و تدابير أمنية استباقية لإجهاض المؤامرة يلف الغموض تصرفات مشبوهة، لكنها تبدو منظمة صادرة عن أشخاص في العديد من المدن المغربية ، تدعو الشباب المغربي إلى زحف جماعي نحو مدينة سبتة المغربية المحتلة و حددت هذه الحملة الغريبة يوم الأحد 15 شتنبر موعدا لهذا الزحف سواء عبر السباحة انطلاقا من مدينة الفنيدق أو من خلال اقتحام السياج الذي طوقت به السلطات الإسبانية المدينةالمحتلة . ويتساءل المتتبعون لهذه القضية عن طبيعة الخيط الرابط بين مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين يقودون هذه الحملة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وعما إذا كان الأمر يتعلق بمجموعة تشكل شبكة منظمة للهجرة غير النظامية، وعما إذا كانت هناك جهة خارجية تدبر خيوط هذه المؤامرة الجديدة بهدف توريط المغرب في علاقاته مع الجارة الإسبانية؟ و يبدو أن السلطات الأمنية تعاملت بحزم شديد في مواجهة هذه القضية، بأن باشرت تحقيقات معمقة، أفضت بصفة مؤقتة إلى بداية فك شفرات هذه المؤامرة. وفي هذا الصدد علم أن القيادة العامة للدرك الملكي سارعت إلى مباشرة تحقيقاتها على المستوى الوطني، وكلفت العديد من عناصرها برصد مصادر هذه الدعوة المشبوهة بتنسيق كامل وفعال بين وحداتها في مدن تطوان وتاوريرت وبن احمد سيدي رحالبرشيد و سيدي سليمان، و العيون الشرقية و واد لو، التابعة لجهويات سطات، مكناس، وجدة و تطوان، وتمكنت إلى حدود صبيحة يوم الإثنين 9 شتنبر الجاري، من ضبط و توقيف مجموعة من المحرضين على عملية الهجوم الجماعي و الهجرة غير الشرعية نحو مدينة سبتةالمحتلة عبر تطبيقي واتس آب وتيك توك، والتي تم تحديدها من طرف هؤلاء في تاريخ 15 شتنبر 2024، حيث تم إخضاع الجميع لبحث قضائي معمق تحت إشراف النيابة العامة بتطوان، أسفرت عن تحديد هوية شركاء آخرين في عملية التحريض هاته. وأوضحت مصادر مطلعة بأن جهاز الدرك الملكي عزز أبحاثه باستعمال تقنيات حديثة تم الإشراف عليها من طرف المصلحة المركزية للأبحاث القضائية للدرك الملكي بالرباط، أسفرت عن تحديد هويات هؤلاء المشرفين على مجموعات تطبيق واتس آب وكذا أصحاب صفحات على موقع التواصل الاجتماعي تيك توك خلال وقت وجيز. كما أسفرت الأبحاث المكثفة التي قامت بها مختلف المصالح الأمنية بالمنطقة عن تحديد هوية القائمين على هذه الصفحات أو المجموعات المشبوهة، حيث تم في هذا الصدد وبتنسيق مع النيابة العامة المختصة ، ونظرا لما تشكله هذه الأفعال الاجرامية من تحريض على الهجرة غير الشرعية، ومن خطر هذا الفعل على الأمن والنظام العام، حيث جرى اعتقال 13 شخصا وإصدار العشرات من مذكرات بحث في حق آخرين. كما تعكف مختلف السلطات الأمنية بعمالة المضيقالفنيدق على وضع الترتيبات الأمنية الاستباقية من أجل إجهاض جميع محاولات الهجرة السرية والتي ارتفعت وتيرتها خلال الأيام الماضية. ويشار إلى أن الأبحاث والتحريات القضائية مازالت سارية بعدما وصل إلى علم هذه السلطات الأمنية برمجة هذا الهجوم الجماعي، لتوقيف كل من له علاقة بعملية التحريض في جميع أنحاء المملكة. كما أفاد نفس المصدر أن المعنيين بالأمر تم وضعهم تحت تدابير الحراسة النظرية بإشراف النيابة العامة بتطوان، في إطار تعميق البحث معهم لمعرفة ظروف وحيثيات هذه الجريمة. من جهته دخل رئيس حكومة مدينة سبتةالمحتلة على خط هذه القضية الساخنة بأن أصدر بيانا توضيحيا ، ينفي فيه ما تداولته شبكات التواصل الاجتماعي و بعض وسائل الإعلام ،من معلومات لا أساس لها من الصحة ، تزعم أن المهاجرين غير النظاميين الذين يصلون إلى مدينة سبتةالمحتلة سيتم نقلهم إلى شبه الجزيرة الإيبيرية. وأكد المسؤول الإسباني في بيانه أن التنسيق بين الوزارة و الإدارة الإسبانية المعنية متواصل بهدف التخفيف من الاكتظاظ بمركز الإقامة المؤقتة المخصص للمهاجرين الواقع بمركز رئاسة سبتة ، و أنه لم يتم اعتماد أي بروتوكول استثنائي في هذا الموضوع ، كما رحب البيان بالجهود التي تقوم بها السلطات المغربية للتصدي للهجرة غير النظامية .