مازال زحف المهاجرين غير الشرعيين متواصل، يقابله إرادة حقيقية وعزم لمختلف الأجهزة الأمنية من مصالح الدرك الملكي البري والبحري والقوات المساعدة والأمن الوطني على وقف الظاهرة من خلال تشديد الخناق على الراغبين في الهجرة غير قانونية، وذلك بشن حملات أمنية مركزة ومدروسة على مستوى مدينة الفنيدق والغطاء الغابوي المحيط بجماعة بليونش. فرغم الحملات التمشيطية، التي قادتها مختلف القوات العمومية قبيل وليلة رأس السنة، التي حققت نتائج ملموسة، أسفرت عن توقيف المئات من المرشحين للهجرة السرية، وإلقاء القبض على مجموعة من المحرضين والمتورطين في تنظيم الهجرة السرية، ومع هذا يلاحظ استمرار عمليات محاولة الهجرة إلى الضفة الأخرى عن طريق سبتةالمحتلة، مما جعل مختلف الأجهزة الأمنية بعمالتي تطوان والمضيق الفنيدق، مواصلة عملها الاستباقي والوقائي للحد من ظاهرة الهجرة السرية، وتعقب كل المخالفين والجانحين.
وبحسب مصادر مطلعة فإن السلطات الأمنية والعمومية وضعت بروتوكولا أمنيا محكما طويل الأمد لمحاصرة ظاهرة الهجرة السرية بالمنطقة، وإفشال جميع المحاولات المنظمة والمباغتة.
كما تواصل المصالح الامنية التقنية تعقب كل ما يتم نشره وتداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة وان التحريات الأمنية ابانت عن وجود تنسيق مسبق بين هؤلاء المرشحين للهجرة السرية عبر منصات التواصل الاجتماعية، حيث جرى فتح تحقيقات أمنية بشأنها، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، قصد تتبع مساراتها والعناصر التي تقف ورائها، لترتيب العقوبات القانونية.
وتأتي هذه الحملات في إطار الجهود الاستباقية التي تبذلها السلطات الأمنية المغربية لمواجهة الهجرة غير الشرعية وجرائم الاتجار بالبشر.
وحسب إحصائيات رسمية للسلطات الأمنية المغربية، أن الجهود المبذولة من طرف مصالح الأمن الوطني المغربي، أدى إلى إجهاض محاولة هجرة 28 ألفا و863 مرشحا للهجرة غير النظامية، من بينهم 18 ألفا و820 شخصا من جنسيات أجنبية مختلفة، مسجلة، فضلا عن تفكيك 121 شبكة إجرامية، وكذا توقيف 594 منظما ووسيطا للهجرة.
كما سجلت وزارة الداخلية الإسبانية تراجعا ملحوظا في عدد المهاجرين غير النظاميين الوافدين على سبتة ومليلية عن طريق البر في الفترة من 1 يناير إلى 15 ماي 2023، بنسبة تقارب 74 في المائة...