اعتراف الولاياتالمتحدة بمغربية الصحراء ودعمها لمقترح الحكم الذاتي لا رجعة فيه شكلت التصريحات الأخيرة الصادرة عن سفيرة واشنطنبالجزائر، إليزابيث مور أوبين، المؤكدة والداعمة لمغربية الصحراء، في حوار لها مع صحيفة "بارتي نيوز" الجزائرية الناطقة باللغة الفرنسية، صفعة موجعة لحكام قصر المرادية وصنيعتهم جبهة البوليساريو، فرغم كل المحاولات البائسة التي حاولت من خلالها الصحيفة «توريط» المسؤولة الأمريكية، ولأكثر من مرة، في "أفخاخ" أسئلة لتبني أو تأييد واشنطن للطروحة البالية المتعلقة بتنظيم استفتاء تقرير المصير، إلا أنها أكدت غير ما مرة أن بلادها، لم تغير موقفها من مغربية الصحراء، والذي أصدر الرئيس ترامب إعلانا بخصوصه نهاية 2020، مشددة على أن الرئيس الأمريكي الحالي جوزيف بايدن "لم يغير شيئا بخصوص هذا الإعلان لأنه حقيقة تاريخية».
كل هذا لم تستصغه صحيفة الجارة الشرقية، التي حاولت الاصطياد في المياه العكرة، ودعم الطرح الانفصالي طول مدة الحوار، لتتلقى في كل مناسبة ردا صريحا من قبل السفيرة يدحض التأويلات ويدعم الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب باعتباره الحل القابل للتطبيق منذ سنة 2007، لافتة إلى أن «الولاياتالمتحدة ملتزمة بضمان توصل الأمين العام للأمم المتحدة وفريقه الذي يقوده ستيفان دي ميستورا إلى حل دائم متفق عليه».
وكرس تصريح الدبلوماسية الأمريكية موقف الولاياتالمتحدة الثابت، الذي ساهم في الاعتراف التاريخي، سنة 2020 من طرف هذه القوة الدولية والعضو الدائم والمؤثر في مجلس الأمن الدولي، بسيادة المغرب الكاملة والتامة على أراضيه، بما في ذلك أقاليمه الجنوبية.
وفي هذا السياق، أكد عبد الفتاح بلعمشي، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية، أن المهم في التصريح هو صدوره عن سفيرة تزاول مهنتها فوق التراب الجزائري الداعم للطرح الانفصالي، منوها في الوقت نفسه بثبات الدبلوماسية الأمريكية، التي لم ترضخ لرغبة المحاور الذي كان يحاول إقحامها في تصريحات تعاكس الطرح المغربي حول نزاع الصحراء وتخدم أجندة كل من الجزائر والبوليساريو. وأوضح بلعمشي، في تصريح ل «العلم»، أن الموقف ينضبط للسياسة الخارجية الأمريكية، ويصطف بكل موضوعية إلى جانب الشرعية والمشروعية، التي يتمتع بها المغرب في هذا النزاع الإقليمي المفتعل، مسجلا أن ما أكدته الدبلوماسية الأمريكية حول مغربية الصحراء، جواب صريح وموجه لكل من يشكك في الموقف الأمريكي تجاه القضية الوطنية، قائلا: «هذا التصريح يعبر اليوم عن الموقف الأمريكي الرسمي، ودليل مباشر على أن موقف واشنطن ثابت، كونه موقف دولة ولا يتغير بتغير الألوان السياسية».