على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، جددت الولاياتالمتحدة ثبات موقفها إزاء قضية الصحراء المغربية، مؤكدة دعمها للمخطط المغربي للحكم الذاتي باعتباره "جادّاً وذا مصداقية وواقعياً"، وهو استمرار لنهج واشنطن الذي أرساه قرار ترامب الاعتراف بمغربية الصحراء (منذ دجنبر 2020). ميلر، الذي تفاعل مع سؤالين في الموضوع خلال إحاطة صحافية، أجاب بأن "الولاياتالمتحدة تواصل اعتبار مخطط الحكم الذاتي في الصحراء جادا وذا مصداقية وواقعيا"، من أجل وضع حد للنزاع المفتعل حول الصحراء. وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية: "ندعم بشكل كامل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة خلال عمله على تكثيف العملية السياسية الجارية تحت إشراف الأممالمتحدة حول الصحراء، من أجل التوصل، دون مزيد من التأخير، إلى حل دائم". توضيح زيارة سفيرة أمريكابالجزائر ومن واشنطن، قطع المسؤول الأمريكي الشك باليقين بخصوص الزيارة الأخيرة لسفيرة الولاياتالمتحدة في الجزائر، إليزابيث مور أوبين، إلى تندوف، مشددا على أنه "لم يتم إجراء أيّ محادثات ثنائية مع البوليساريو خلال هذه الزيارة". وأوضح ميلر في معرض رده أن الزيارة كانت نشاطاً للسفيرة "يندرج في إطار زيارة نظمتها الأممالمتحدة وجمعت عددا كبيرا من المانحين الدوليين"، مذكرا بأن "الولاياتالمتحدة تعد أكبر مساهم في الجهود الإنسانية عبر العالم". هذا التصريح الرسمي دحَض "ادعاءات رُوّجت إعلامياً" في الأيام القليلة الماضية، ما جعلها تنسج أحاديث عن لقاءات مزعومة بين السفيرة الأمريكية وقيادات في الجماعة الانفصالية. وجاءت تأكيدات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لتكرس موقف أمريكا الثابت من النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، بعد اعتراف تاريخي عام 2020 بسيادة المغرب الكاملة والتامة على مجموع ترابه، بما يشمل أقاليمه الجنوبية. "منع كل توظيف سياسي" الموساوي العجلاوي، أكاديمي مغربي خبير في شؤون الصحراء والساحل، قال إن "هذا التوضيح الأمريكي يقطع الطريق على كل توظيف سياسي لهذه الزيارة"، مضيفا أن "ذلك يجعلها في منأى من أن تُقرأ على أن هناك تغييرا في السياسة الأمريكية تجاه جبهة البوليساريو الانفصالية". وتابع العجلاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأنه "ليست هذه أول مرّة تتدخل الخارجية الأمريكية لتوضيح الأمور ووضع النقاط على حروفها، خاصة أن الأمر تلا ترويجاً واسعاً من إعلام النظام الجزائري والموالين له على أن الزيارة تعد مؤشر تقرّب من الإدارة الأمريكية". الخبير في قضية الصحراء المغربية ربط بين زيارة سفيرة أمريكابالجزائر وزيارة سابقة كان قد قام بها قبيل اجتماع مجلس الأمن الدولي وقراره في أكتوبر 2023 جوشوا هاريس، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، إلى المنطقة برمتها، والتقى خلالها الأطراف الفاعلة في النزاع، وعلّق قائلا: "هي زيارة في إطار جهود أمريكية داخل الإطار الأممي لحل نزاع الصحراء المغربية سيراً على ما قام به جوشوا هاريس". وبعد أن استحضر "ثقل الولاياتالمتحدةالأمريكية في صناعة القرار الأممي ومركزيتها ضمن الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن"، خلص العجلاوي إلى أن واشنطن مازالت متشبثة بموقفها "دعماً لجهود وتحركات المبعوث الشخصي الأممي في قضية الصحراء المغربية ستافان دي ميستورا". "إسقاط الدعاية الجزائرية" من جانبه، التقط لحسن أقرطيط، خبير في العلاقات الدولية، خيطَ "زيف ادعاءات" خصوم الوحدة الترابية للمملكة بخصوص الموضوع، معتبرا أن "تصريح ميلر أكد ثبوت موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية فيما يتعلق أساسا بدعم مغربية الصحراء، وخصوصا مبادرة الحكم الذاتي على أساس أنها حل واقعي وذو مصداقية ووحيد لنزاع مفتعل". وأكد أقرطيط، في حديث لهسبريس، أن تصريح ميلر "تصريح رسمي أمريكي يُسقط الدعاية الجزائرية التي طالما روّجت-في الأسابيع القليلة الماضية-بخصوص دلالات الزيارة التي حملت السفيرة الأمريكيةبالجزائر إلى مخيمات تندوف"، مشيرا إلى أن الخارجية الأمريكية "أكدت بما لا بدع مجالا للشك أنها زيارة تأتي في إطار زيارة أممية بأهداف إنسانية وتضم مانحين كبارا، باعتبار أمريكا المانح الأكبر فيما يخص قضايا اللاجئين". وقال بهذا الشأن: "هي زيارة ضمن أجندة أنشطة أممية لا علاقة لها بما روّج له إعلام الانفصاليين والعساكر في الجزائر"، ولفت إلى أن "الدعاية الجزائرية مازالت تحاول استغلال أي حدث للترويج لطُروحاتها البائسة ومواقفها البائدة، محاولة إيهام ما تبقى لها من حاضنة بأن هناك تغيرا ما في موقف الدول الكبرى". وخلص أقرطيط إلى أن "تصريح ماثيو ميلر يُقسط آخر أوراق التوت عن عورة النظام الجزائري وجبهة البوليساريو لأنه يفضحهُما بشكل مكشوف"، من خلال توسلهما ب"دعاية ما فتئت تحصد هزائم دبلوماسية وسياسية مقابل اختراقات مغربية كبيرة في مسلسل إنهاء النزاع حول مغربية الصحراء".