خبراء مغاربة يدعون السلطات المغربية إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة بدأت المخاوف من انتشار فيروس جديد تتعاظم ، خصوصا بعدما انتقلت الوضعية إلى حالة قلق بالغ كشف عنها خبراء متخصصون في تصريحات نشرتها كثير من وسائل الإعلام الغربية. ويتعلق الأمر بفيروس جديد ينتقل تدريجيا من الطيور المهاجرة إلى الثدييات ثم إلى الإنسان، حيث سجلت حالات إصابة به في بعض الدول، كما هو عليه الحال بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكيةوالمكسيك وأستراليا. وفي هذا الصدد سارعت منظمة الصحة العالمية إلى إعلان أول حالة وفاة جراء الإصابة به في المكسيك، مما دفع الخبراء إلى دق أجراس الخطر من تفاقم الأوضاع كما حدث قبل سنوات بانتشار وباء فيروس كورونا الذي أودى بحياة مئات آلاف الأسخاص في مختلف أنحاء المعمور . ويتعلق الإمر بفيروس A(H5N1) الذي تطور بشكل سريع و انتقل إلى نسخة A(H5N2) الذي يصيب الطيور البرية و منها انتقل إلى الحيوانات الثيدية . وفي هذا الصدد، قال الدكتور الطيب حمضي الباحث في السياسات والنظم الصحية، إن الفيروس الذي تتحدث عنه منظمة الصحة العالمية هو A(H5N2)، متعلق بإنفلونزا الطيور، الذي يصيب عادة الطيور، ولكن في الأشهر الأخيرة لوحظ انتقاله من الطيور إلى البقر في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتم تسجيل إصابات عديدة بهذا الفيروس، مضيفا في تصريح ل"العلم" أن هناك فيروسا آخر قبل A(H5N2) ، هو (H5N1)A، مرتبط أيضا بإنفلونزا الطيور بدأت جائحته منذ التسعينات، وسبق أن تم تسجيل ثلاث إصابات به بالنسبة للإنسان. وتابع المتحدث، أن فيروس A(H5N2) أدى إلى حالة وفاة شخص مكسيكي عمره 59 سنة، أصيب في 17 أبريل وأدخل المستشفى في 24 منه وتوفي في ذات اليوم، وبعد إجراء التحاليل تبين أنه مصاب بفيروس A(H5N2) وهي أول وفاة مرتبطة بهذا الفيروس، لافتا إلى أن هذا الشخص كان أيضا مصابا بعدد من الأمراض من قبيل ضغط الدم والسكري، والكلي ما يعني أن حالته الصحية كانت غير جيدة، ومنظمة الصحة العالمية لم تجزم بأن الوفاة كانت بسبب الفيروس. وقال، "إننا الآن أمام فيروس إنفلونزا الطيور الذي يصيب أيضا الثديات كالبقر ويمكن أن ينتقل إلى البشر خصوصا الذين يحتكون معه أي الانتقال من فصيلة إلى أخرى، والأخطر إذا انتقل الفيروس من إنسان إلى آخر، لكن لحد الساعة يبقى الاحتمال جد ضعيف" مشيرا إلى أن الأهم هو تشديد المراقبة والتحكم في الفيروس مع أخذ الاحتياطات بالنسبة للمسافرين، وعدم الاقتراب من الحيوانات دون أخذ التدابير الاحترازية الضرورية. وأكد على أن السؤال الذي يطرحه الخبراء هو هل يتحول فيروس إنفلونزا الطيور إلى جائحة جديدة للإنسان، مشددا على أن الفيروس يصيب الطيور، لكن ظهور طفرات أدى إلى إصابة حيوانات أخرى، ثم ظهرت طفرات جديدة لها القدرة على إصابة الثديات، وأخرى قادرة على الانتقال من البقر إلى البشر، بدليل أن المصابين يعملون ويحتكون مع الحيوانات، والأخطر من ذلك هو أن يصبح الفيروس له القدرة على الانتقال بين البشر، ومن ثمة يمكن أن يتسبب في جائحة، وهذا هو السؤال الذي يتم طرحه من طرف الخبراء. ولفت الدكتور الطيب حمضي، إلى أن الجميع يعرف أن الفيروس ينتقل مع الطيور المهاجرة، لكن الخبراء يؤكدون أن الحيوانات التي نأكلها أو نربيها أو أن نتعايش معها هي المكان التي تنفجر فيه الإصابات، علما أن الطيور المهاجرة تحمل فقط الفيروس، موضحا أن العالم يواجه هذا الخطر بما فيه المغرب، وعلى جميع الدول أخذ التدابير اللازمة من خلال مراقبة حظائر تربية المواشي، مؤكدا على أن بلادنا مطالبة بتشديد المراقبة فيما يخص استيراد الحيوانات، مع تحسيس الفلاحين بخطر هذا الفيروس وإمكانية انتقاله إليهم. واعتبر الباحث في السياسات والنظم الصحية أن انتقال فيروس إنفلونزا الطيور من شخص إلى آخر يبقى، حسب منظمة الصحة العالمية، احتمالا ضعيفا جدا.