عاش مخيم الرابوني مقر قيادة الجبهة الانفصالية بمخيمات تندوف , نهاية الأسبوع الماضي فصول تمرد عسكري داخلي على القيادة الانفصالية تم احتوائه بسرعة من طرف فرقة خاصة من الدرك العسكري الجزائري تم إيفادها الى عين المكان . و بدأ التمرد العسكري بعد كشف تورط قائد ميداني بجبهة البوليساريو في فضيحة اختلاس اموال وسرقة حمولة شاحنة محروقات الجزائرية موجهة للمخيمات يتجاوز وزنها ال 25 طنا .
معطيات الحادث المتزامن مع توالي أجواء الاحتقان الذي تعيشه مخيمات تندوف على التراب الجزائري وتدهور الأحوال الأمنية بسبب الاستياء العارم من فساد وتجبر وعنف البوليساريو والذي كشفت عنها مصادر من داخل مخيم الرابوني تفيد أن محسوبين على ميليشيات البوليساريو المسلحة قاموا بترصد تحركات القائد العسكري وعصابته ووثقوا عملية السرقة الموصوفة ، قبل أن تجتمع مجموعة كبيرة من عناصر الميليشيا الانفصالية الموجودة و تقرر التمرد و العصيان على قائد الناحية واعتقاله واحتجازه رفقة شركائه و رفض تسليمهم للقيادة الانفصالية .
زعيم الجبهة الانفصالية و في محاولة منه للتستر على فضيحة السرقة والتغطية على فساد قياداته العسكرية سارع الى إصدار قرار يعفي من خلاله ما يسمى بوزيرة داخلية كيانه الوهمي المدعوة مريم السالك أحمادة ذات الأصول الجزائرية و المتواجدة منذ مدة طويلة باسبانيا , لفشلها في ضبط الأمن و الانضباط داخل مخيمات تندوف و اخماد الاحتجاجات اليومية المتتالية .
التمرد العسكري تزامن مع إقدام عناصر من مليشيات البوليساريو المسلحة على اختطاف الناشطة الصحراوية محمودة منت احميدة، من أمام مقر قيادة البوليساريو بالرابوني ، أين كانت تخوض اعتصاما مفتوحا احتجاجا على الممارسات والمضايقات التي تمارسها في حقها عصابة الرابوني وأذنابها ، في محاولة لقطع مصدر رزقها الذي تعيل به عائلتها .
اختطاف الناشطة المعارضة للقيادة الانفصالية جاء عقب تصريحات لها وتعميمها لتسجيلات صوتية وصفت فيها زعيم البوليساريو بالضعف و التستر على الفاسدين في قيادته , و هو ما يؤشر على تطور خطير أضحت بموجبه مخيمات تندوف ضحية لحرب تصفية الحسابات الشخصية بين عناصر القيادة بالجبهة .