أفاد الموقع الإسباني "هورتوأنفو" المتخصص في الشؤون الفلاحية، أن نظام الإنذار السريع للأغذية والأعلاف RASFF، أعلن في 14 فبراير الجاري، عن اكتشاف بكتيريا (نوروفيروسGII) في شحنة فراولة قادمة من المغرب. وفور علمهم بالخبر، حذر نشطاء إسبان على الفيسبوك ومنصة "إكس"، من وجود "نوروفيروس" في الفراولة المغربية، داعين إلى "توخي الحذر والتأكد بعناية من مصدر المنتجات"، في ظل "تلقي تنبيه صحي بشأن وجود النوروفيروس في المنتوج القادم من المغرب مع احتمال وجود خطر جسيم على الصحة". وفي هذا السياق، نفى بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحماية حقوق المستهلك إمكانية انتقال أي فيروس أو بكتيريا تصيب النباتات إلى الإنسان، "بينما الوارد هو أن تصاب بعض الخضر والفواكه بتلوث إما خلال جنيها أو تخزينها أو نقلها"، مذكرا في تصريح ل"العلم" بأن هذه أحد الأسباب التي تدفعهم إلى حث المستهلك على غسل هذه المنتوجات بشكل جيد. ورجح الخراطي، أن يكون سبب رفض البلد الذي كانت الشحنة موجهة إليه توزيعها داخل أسواقه، هو منع انتشار الفيروس أو البكتيريا إلى باقي النباتات، لافتا إلى أن مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "أونسا"، تنتشر في جل نقط العبور الحدودية لمراقبة سلامة المنتوج. وأشار، إلى أن المراقبة لا تقتصر على سلامة المستهلك وحده بل أيضا على الثروة النباتية للمغرب، معتبرا أن التنبيه إل وجود فيروس في الفراولة المغربية من طرف السلطات الإسبانية يبقى أمرا عاديا في ظل رغبة كل بلد في الدفاع عن مصالحه. ولم يستبعد المتحدث، فكرة ارتباط القضية بالأزمة التي يعرفها القطاع الفلاحي في أوروبا حاليا، مشيرا إلى إمكانية استغلال إصابة الفراولة ولو بمرض طفيف، كوسيلة للضغط على المملكة لعدم تصدير هذا المنتوج إلى السوق الأوروبية، وهو ما يدخل فيما يسمى ب"الحرب الاقتصادية" التي يقودها الاتحاد ضد المنتوجات المغربية. وفي سياق متصل، أكد دييغو غارسيا مارتينيز دي أرتولا، المتحدث باسم الجمعية الإسبانية للأمراض المعدية والأحياء الدقيقة السريرية، على أن الفاكهة التي رصد فيها (نوروفيروس) والقادمة من المغرب لم يتم عرضها في الأسواق المحلية. وأوضح لموقع "newtral.es"، أن هذا الفيروس بالرغم من كونه سببا في أمراض الجهاز الهضمي، إلا أنه لا يهدد الحياة عادة، منبها إلى أنه فيروس شائع وأحد الأمراض الرئيسية التي تنتقل عن طريق الأغذية. المصدر نفسه، أكد أن وجهة الفراولة لم تكن صوب إسبانيا. وبالعودة إلى بيانات التي جاءت في موقع المفوضية الأوروبية التي نشرت الإخطار، تبين أنه بالرغم من أن التنبيه تم من قبل المؤسسات الصحية الإسبانية، إلا أن وجهة تلك الفاكهة كانت إلى هولندا، وقد تم اكتشاف فيروس "نوروفيروس" أثناء مرور الشحنة عبر الحدود الإسبانية مع المملكة المغربية.