نجحت مؤخرا السلطات الأمنية في الدارالبيضاء بالتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في فك لغز جريمة اختطاف واحتجاز وتعذيب مقرونة بالقتل، والتي بدأت بعد تبليغ أسرة الهالك وهو زوج الفنانة (ريم فكري) عن اختطافه في 8 فبراير الجاري. وقد مكنت إجراءات البحث عن توقيف المتهم الرئيسي، الذي نفذ الجريمة بمساعدة أشخاص آخرين داخل حاوية بمنزله في منطقة المنصورية بضواحي المحمدية، قبل أن يتم التخلص من الجثة في نهر بالرباط. والمثير في القضية، أن المشتبه الرئيسي في هذه الجريمة وهو بارون المخدرات رضا أباكريم المشهور ب"التيربو"، حصل في أبريل الماضي من محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، عن البراءة من جريمة قتل أخرى مشابهة على خلفية الاتجار بالمخدرات، أدانته بها محكمة فرنسية بالسجن 21 سنة. وكان المعني بالأمر معتقلا في المغرب منذ توقيفه في مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء أواخر 2020 "للتحقيق معه في استعمال وثائق سفر مزورة، قبل أن يتبين أنه موضوع مذكرة توقيف دولية بسبب قضية قتل على صلة بتهريب المخدرات". ويشتبه رضا أباكريم في مسؤولية عن جريمة اختطاف وقتل على صلة بتهريب المخدرات وقعت بباريس عام 2007 راح ضحيتها فرنسي من أصل مغربي، هو ابراهيم حجاجي، حيث فر المتهم إلى المغرب بمجرد تقديم شكاية عن اختفاء الضحية. وظل المشتبه فيه يمكث في المغرب إلى غاية سنة 2017، حيث هاجر رفقة زوجته وأبنائه إلى الإمارات العربية المتحدة، ليستقر هناك، إلى غاية عودته إلى أرض الوطن وتوقيفه بتاريخ 21 دجنبر 2020، بهوية مزورة تحمل اسم كريم رمضان الشركي. وحوكم "التيربو" في المغرب "لأنه مغربي الجنسية وفق القانون المغربي"، حسبما أوضح وكيل الدفاع عن الطرف المدني محمد أغناج، إذ وجهت له تهمة "المساهمة في الاختطاف والاحتجاز والقتل العمد مع سبق الإصرار"، بالنسبة لجريمته الأولى. وكان المحامي الذي ينوب عن والدي الضحية (حجاجي) قد أكد أنه لم يطلع بعد على تعليل الحكم ببراءته، مبديا استغرابه لتبرئته من جريمة سبق أن أدين بها. ويشكل رضا أباكريم هدفا "ذا أولوية" لمكتب مكافحة تهريب المخدرات الفرنسي، وذلك لاشتباهه في كونه أحد أهم موردي "الحشيش" من المغرب إلى فرنسا، هذا بالإضافة إلى إدانته في جريمة قتل ابراهيم حجاجي.