بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة العنف ضد النساء، وفي إطار الحملة الوطنية التحسيسية 21 لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، وتنفيذا لاتفاقية شراكة لجمعية النور لحماية الاشخاص بدون مأوى بأزيلال ووزارة التضامن والادماج الاجتماعي والأسرة والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بأزيلال، تم تنظيم ندوة مستديرة تحت شعار، "العنف ضد النساء مدان، نبلغو عليه في كل مكان"، وذلك يوم الإثنين 4 دجنبر الجاري، بمركز الأمل للأشخاص بدون مأوى بأزيلال. وافتتح اللقاء بآيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة رئيس جمعية النور لحماية الاشخاص بدون مأوى بأزيلال السيد هشام أحرار، الذي أكد سعي هذه الندوة التحسيسية إلى تعزيز ثقافة نبذ العنف وترسيخ قيم الوعي لدى جميع شرائح المجتمع من أجل العمل سويا على توفير الحماية للنساء من كل أشكال العنف في جميع الأوساط والفضاءات، وكذا تسليط الضوء على مظاهر العنف ضد النساء بكل أشكاله الجسدي، النفسي، الجنسي، الاقتصادي الذي يعتبر أبشع مظاهر المس بكرامة المرأة وانتهاكا صارخا لحقوقها. بدوره، أوضح المندوب الإقليمي للتعاون الوطني بأزيلال السيد زهري المصطفى أن اختيار موضوع هذه الحملة التحسيسية التي تتواصل إلى غاية 10 دجنبر المقبل للمناهضة كافة أشكال العنف مع تكثيف الجهود من أجل بناء مجتمع أكثر انصافا بين الجنسين، جاء بتعليمات من وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وبتنسيق مع مجموعة من المتدخلين لتسليط الضوء على ظاهرة العنف الجسدي واللفظي. وذكر المسؤول الإقليمي، بأن المملكة عرفت مبادرات إصلاحية أعطت أهمية كبرى للمرأة المغربية من أجل ترسيخ مكانتها الواجبة لها وضمان حقوقها المشروعة إلى جانب مكونات المجتمع بدءا بمدونة الأسرة ودسترة المناصفة والمساواة بين الجنسين، وإخراج قانون يحمي النساء المعنفات، وإنشاء هيئة المناصفة، وإحداث المرصد الوطني لمحاربة العنف ضد النساء، والمرصد الوطني لتحسين صورة المرأة في وسائل الإعلام. بعد ذلك، تدخل عضو المجلس العلمي المحلي بأزيلال، الأستاذ أحمد السوسي، الذي شدّد على ضرورة مناهضة العنف ضد المرأة حماية لمكانتها في المجتمع، مؤكدا أن الأمر يحتاج إلى تظافر جهود كل الفعاليات المجتمعية لمحاربة ظاهرة العنف ضد النساء والفتيات، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: "إنما النساء شقائق الرجال" كما قال أيضا: "استوصوا بالنساء خيرا" وقوله كذلك: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، ما أكرم النساء إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم". وعرفت الندوة مشاركة مدير مصالح المجلس الإقليمي لأزيلال السيد سعيد بنعدي الذي شارك بمداخلة قيمة أبرز من خلالها مدى مساهمة المجلس الإقليمي لأزيلال في تقوية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ودوره الكبير في التمكين الاقتصادي للمرأة وتوفير الآليات اللازمة للاشتغال، وتذليل العقبات التي تعترض طريقها للتنمية عبر محاربة الهشاشة والفقر، مع تثمين وتعزيز الرأسمال البشري فيما يتعلق بالأم والطفل، في حين تطرقت المتدخلة لنماذج مما حققه المجلس من مشاريع وفرص للشغل موجهة للنساء والفتيات. واختتم السيد ابراهيم مسطاج عن المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بأزيلال في مدختله، أن الفاعل المدني يبقى شريكا أساسيا في المعركة، سيما في الجانب المتعلق بمراكز الاستقبال والاستماع والتوجيه والمواكبة، الخاصة بالنساء المعنفات ومن هن في وضعية صعبة، بهدف دعمهن نفسيا وقانونيا، ومساعدتهن وقائيا واجتماعيا. وأجمع المشاركون في أشغال الندوة، وكذا نقاشات الحاضرين، على أن حركة مناهضة العنف ضد النساء، بكل أشكاله النفسية والاقتصادية والاجتماعية والجنسية، أصبحت اليوم وأكثر من أي وقت مضى، تستدعي مقاربات جديدة وقوية، وتعبئة عموم المتدخلين، للحد من نزيف الظاهرة واستجلاء المسكوت عنه، مع العمل المسؤول على تجاوز الإشكالات القانونية والعملية، بكل ما تحتويه النصوص الاجرائية والموضوعية والحمائية والزجرية، وكذا العمل على تقوية التحسيس والتوعية بما يشجع الضحايا على التبليغ بالفعل والفاعل.