سفيرة واشنطن تنسحب في آخر لحظة من فخ خبيث وماكر لقصر المرادية.. عزز خمس قيادات سياسية إفريقية بارزة الجمعة الماضي، حملة قارية دؤوبة ومؤطرة لطرد الكيان الانفصالي الوهمي من الاتحاد الافريقي. فعلى هامش فعاليات منتدى "ميدايز" الدولي الذي احتضنته مدينة طنجة نهاية الأسبوع وبمناسبة اجتماع لتتبع "نداء طنجة", قام خمسة وزراء خارجية سابقين بتوقيع النداء الداعي الى طرد جمهورية الوهم والخيام من الاتحاد الافريقي الذي أطلق أول مرة قبل سنة بمدينة طنجة. ويتعلق الأمر بالسادة دافيد ج. فرانسيس، وأوربينو بوتيلو، وإيزيكيال نيبيجيرا، وألبرت مابري تويكيوسي، والشيخ تيديان غاديو، وهم على التوالي وزراء خارجية سابقون لسيراليون، وساو تومي وبرينسيبي، وبوروندي، وكوت ديفوار، والسنغال، هذا الأخير كان المبادر لعقد موائد مستديرة إقليمية حول موضوع طرد جمهورية الخيام من الاتحاد الأفريقي. وبهذه التوقيعات الجديدة، يرتفع عدد الموقعين على نداء طنجة إلى 23 منذ إطلاقه قبل سنة, حيث أشاد الموقعون بالأثر القاري والدينامية التي أطلقتها المبادرة، معربين عن إرادتهم لتعزيز هذه الدينامية وعلى التزامهم المتواصل للعمل من أجل "الطرد العاجل للجمهورية الوهمية"، التي تظل مجرد كيان وليست دولة. تصاعد وتيرة الأصوات المطالبة باستئصال الورم الانفصالي من المنتظم المؤسساتي القاري يتزامن مع تفاقم عزلة القيادة الانفصالية وتوالي النكسات الدبلوماسية على أكثر من واجهة ومنبر دوليين، ويقابله اللوبي الانفصالي بقيادة الجزائر بالمزيد من المناورات الفارغة والمؤامرات الخسيسة للإساءة الى مصالح المغرب وكبح مسلسل مكاسبه المعتبرة والمتتالية خلال السنوات الأخيرة في مسار الدفاع عن وحدته الترابية الكاملة. آخر شطحات وخطط النظام الجزائري القذرة، كان مطار الهواري بومدين مسرحا لها قبل أقل من أسبوع, حين كادت سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر أن تسقط ضحية الخداع والمكر الجزائري, لولا تدخل مصالح الخارجية الأمريكية في آخر لحظة لتدارك الوضع وإفشال المؤامرة التضليلية القذرة. الدبلوماسية الأمريكية اليزابيت مور أوبين تواجدت الثلاثاء الماضي بالقاعة الشرفية لمطار الجزائر على وشك مرافقة وفد حزبي جزائري في رحلة الى مخيمات تندوف ضمن مهمة تضامنية واستعراضية للأطروحة الانفصالية, وكادت السفيرة الأمريكية أن تسقط في فخ المكر والتضليل الجزائري قبل أن تتدخل الخارجية الأمريكية لتأمر ممثلتها بالجزائر بالانسحاب من الوفد وعدم المشاركة في الرحلة الملغومة الأهداف والمقاصد. المعطيات المتوفرة تفيد بأن واشنطن تدخلت ليقينها بأن مؤامرة إقحام سفيرتها في "البرنامج التضامني" يعكس إرادة رسمية جزائرية لابتزاز ومقايضة الموقف الرسمي للولايات المتحدةالأمريكية من النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية ودعم البيت الأبيض المتواصل والمسترسل لمغربية الصحراء ولخطة الحكم الذاتي وانتهاز الزيارة المخططة لسفيرة واشنطن لمخيمات تندوف في حملة دعائية لتلميع صورة الطرح الانفصالي وفك جزء من العزلة الدولية التي تخنق قيادة الرابوني. الاعلام الجزائري الذي احتفى وطبل "للزيارة المجهضة" للدبلوماسية الأمريكية حتى قبل أن تستقل الطائرة المقلة للوفد الحزبي المجند حتى أن السفيرة انتظرت يومين كاملين قبل أن تسافر الى صحراء لحمادة بمعية وفد أممي في مهمة إنسانية. ومهما يكن فإن زيارة لدبلوماسية أمريكية لمخيمات تندوف لا تضايق الرباط إطلاقا ولا تنقص من حجم مكاسبه المحققة, من منطلق أن مسؤولة الخارجية الأمريكية ستغادر أرضا جزائرية وستحل بأرض جزائرية في جميع الأحوال, اللهم إذا كان قصر المرادية قد قرر التنازل عن جزء من أراضيه لتنظيم انفصالي مسلح وتمكينه من مظاهر السيادة التي تؤهله لاستقبال وفود أجنبية و التعامل معها بمنطق مؤسساتي ... ثم إن واشنطن تفطنت أيضا قبل أن تتحفظ بسرعة على سلوك الاندفاع العاطفي لممثلتها بالجزائر الى أن خطوة من قبيل الانخراط في موقف سياسي و برنامج دعائي يهم قضية نزاع دولي ومن شأنه أن يسيء الى صورة و سمعة واشنطن التي تتبنى منذ عقود موقفا واضحا و صريحا من خلفيات و تطورات النزاع المفتعل حول جزء لا يتجزأ من حوزة التراب المغربي ... ما تسرب من تفاصيل حول خدعة مطار الهواري بومدين المحبوكة بخبث يفيد أيضا أن البيت الأبيض لا يريد تسجيل خطوة ستؤول من وسائل الدعاية الانفصالية على أنها سكوت لواشنطن على واقعة الهجوم الإرهابي بالصواريخ الذي شنته عصابة البوليساريو قبل أسابيع قليلة على مواقع مدنية بالسمارة و الذي ما زال ينتظر ردة فعل و تقييم الأمانة العامة للأمم المتحدة التي توصلت بتقارير وافية عن الحادث الإرهابي الجبان من بعثتها بعين المكان و هي مطالبة باتخاذ موقف صارم و حازم من المغامرة الانفصالية غير محسوبة العواقب و ترتيب العواقب و القرارات المناسبة في حق البوليساريو كطرف المسؤول و الجزائر كحاضنة لميليشيات الجبهة و مسؤولة عن تأمين و مراقبة حدودها البرية .... الجزائر بنظامها البئيس و دبلوماسيتها المترنحة لم تعد تجد ما تبرر به موقفها المتخشب من الخلاف الإقليمي و ما تداري به سوءات سياستها الخارجية و إخفاقاتها الدبلوماسية المتكررة , غير التضليل و الكذب و الخداع و التآمر من قبيل محاولة وزير خارجيتها الأخيرة قبل يومين بلندن في خطوة استباقية مغلفة بصفقات المشاريع النفطية في مقابل تعهد الحكومة البريطانية بعدم التحول الى موقف يدعم خطة الحكم الذاتي, فكان أقصى ما تحصل عليه السيد أحمد عطاف هو بيان مشترك يورط الجزائر لأنه ينص صراحة على التزام الطرفين (بريطانياوالجزائر) بالتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين فيما يخص قضية الصحراء على أساس التسوية الأممية, مما يعني أن وزير الشؤون الخارجية قفز خلال محادثاته بالمملكة المتحدة حتى على مطلب بلاده المتجدد منذ نصف قرن بخيار الاستفتاء الذي تجاوزته الأحداث و التطورات.....