يقول السينمائي العراقي قاسم حول والذي يحمل الصفة العالمية في قراءته للفيلم الوثائقي في كتابه السينما حلم الواقع: "في العام 1955 وفي الطابق الخامس من صالة سينما الكابيتول في مدينة لايبزغ الألمانية الشرقية، إجتمع عدد من رواد السينما التسجيلية في العالم من مخرجين ونقاد من أجل إقامة مهرجان سنوي خاص بالفيلم التسجيلي. وفي إجتماعهم التاريخي ذاك ناقشوا وعالجوا السؤال المطروح على أسبوع الأفلام التسجيلية، أية مبادئ يجب أن تسود أسبوع الأفلام التسجيلية الذي تقرر إقامته في هذه المدينة؟ السينمائيون الذين إجتمعوا في صالة سينما الكابيتول في مدينة لايبزغ هم: جون جريرسون، بوزاك، محمد الأخضر حامينا، البرتو كافالكانتي، ريتشارد لبابويك، بوزان فوفار، دوسان فوكنيك، ثيادور كريستينسن، رومان كارمن، الياكو فالين، مانوئيل أوكتافيو، سانتياغو الفارز، هايتوفسكي شويمان، كارل كاس، وأنيلي تورينداك. وقد أتفقوا على نقطتين أساسيتين كأهداف للمهرجان. أولا أسبوع الأفلام التسجيليبة في لايبزغ يجب أن يتقرر من قبل المخرجين التقدميين في العالم، كل أولئك الذين إتخذوا موقفا في العملية الثورية العالمية، والذين يؤمنون ويمارسون نضالهم في سبيل دعم الفيلم التقدمي وإزالة العراقيل التي تحول دون تحقيقه، ثانيا أن مدينة لايبزغ تقدم للمخرجين الشباب من البلدان النامية فرصا كبيرة. وفي المعالجة الحنونة لهذه النقطة قال المخرج البريطاني جريرسون "أنا جريرسون أقف إلى جانب هؤلاء السينمائيين الذين ينتجون أفلاما في بلدان نامية، هؤلاء يرهقونني باساليبهم وطريقة تفكيرهم، ولكني سآتي إلى لايبزغ كل عام إذا كان ذلك يوفر فرص الإطلاع على تجاربهم". بعد ذلك سرعان ما أصبح مهرجان لايبزغ للسينما الوثائقية أهم مهرجان سينمائي في العالم وقد حصلوا مشاركة من الرسام العالمي بيكاسو على شعار المهرجان حيث أهداهم الحمامة التي رسمها وأصبح شعار المهرجان "أفلام العالم من أجل سلام العالم."