وقع مؤخراً كريم بنزيما للإتحاد السعودي بعد مرحلة زاهرة ومطولة بالليغا الإسبانية التي سجل فيها أهدافا غزيرة، وأعطى كرات حاسمة، بوأت النادي الملكي مراتب عليا بين أعتى الأندية الأسطورية بالقارة العجوز. وقد راكم بنزيما تجربة مهمة في مشواره الكروي، وعرف عن نفسه كلاعب جاء من البطولة الفرنسية المتواضعة ليقدم نفسه كلاعب موهوب له بصمة كبيرة، جاور عمالقة الكرة بالنادي الملكي أمثال "راوول كونزاليز، وفيغو، وغوتي، وكاسياس، وروبيرتو كارلوس، ثم كريستيانو رونالدو، لكن من غرابة الأمر أن نشاهد إشعاع المملكة العربية السعودية وهي " تسرق " نجوم العالم من بطولات ضخمة وتحول اهتمامهم إليها بسبب سطوة " المال " الذي يغدق على هؤلاء بسخاء مبالغ فيه .. !!!
فالأيقونة البرتغالي " كريستيانو رونالدو" وقع للنصر بالموسم الماضي، في صفقة التاريخ، ورمى بين أحضانه كل المغريات المادية، بل وأظهرت السعودية للعالم مدى قدرته على كسب حب الملايين لفرقها المغمورة والترويج لمشاريعها التنموية الكبرى بسبب ترويج اسم اللاعب ودمج كل شيء يخصه في قالب إشهاري متميز ..
وجاء الآن الدور على " كريم بنزيما " ليعطي الإضافة الثانية لفريق منافس للنصر السعودي، والترويج لعدة قطاعات اقتصادية ورياضية قد تعود بالنفع على البلد بكامله من خلال استغلال اسم وشهرة ونجومية لاعب الميرنغي..
وقد حولت هذه الانتدابات القوية، بوصلة فئة مهمة ولائحة دسمة لنجوم كرة القدم العالمية، التي باتت تخطب ود الدوري السعودي، تاركة الدوريات الأوروبية وتشويقها من أجل " كسب المال " بشبه الجزيرة العربية " ومغريات لا نعرف حدود سقفها واندفاعها نحو التبذير اللامعقول لثروات طائلة تعد بالهبل ..
لا ندري أين سينتهي هوس أصحاب " البترودولار " الذين أفسدوا الطبخة ونكهة المنافسة ومتعة الأهداف والتمريرات الحاسمة والتصديات، وكذلك تحديات النجوم الصاعدة التي تريد أن تبذل دمائها في سبيل تحقيق متعة لكرة القدم، وليس من أجل جمع الأموال من دول حولت كل المتعة والمنافسات إلى بنك مصرفي والتنافس على من يقدم المال الأوفر.
فقد أصبحت متعة المستديرة تسرق رويدا وبشكل سلس ومتسارع، مهددة مستقبل هذه اللعبة، التي بدأت تأخذ منحى وشكلا مغايرا للعبة التي أطلق شعلتها فقراء العالم، واستفاد منها الأثرياء..