لوحات فنية راقية، ألوان هادئة تثير السكينة وتدعو إلى الاسترخاء، هذا ما يوحي به معرض الفنانة التشكيلية (ثريا ليسر) الذي يقام حاليا بالمركز الثقافي لأكدال بالرباط إلى غاية 31 دجنبر الجاري تحت عنوان «إضاءات». وفضلا عن اختلاف أحجام اللوحات بين كبيرة جدا وصغيرة، ومجموعة لوحات صغيرة في إطار واحد، فقد تميزت بألوانها الباردة عموما والساخنة في بعض الأحيان، وبتقنياتها ذات «الفنية المختلطة» حيث زاوجت بين النقش واللصق واستعمال الأسلاك الحديدية والحرير والورق والأحجار الصغيرة...الخ. وتتنوع ألوان اللوحات بين أصفر غامق وفاتح وأبيض مع شطحات الفرشاة هنا وهناك عندما يتعلق الأمر ببعض الألوان الحارة كالبني والأسود والأحمر. وتتميز الرموز بما يشبه الكتابة الهيروغليفية، حيث يمكن تمييز رمز الحياة ورموز أخرى فضلا عن بعض الشطحات البنية التي يكاد تتبين من خلالها أجساد بشر في مسيرة من المسيرات. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت الفنانة (ثريا ليسر) إنها تشتغل على غبار الرخام وكذا الورق والأسلاك والأحجار الصغيرة مشيرة إلى أنها كانت في السابق تميل إلى الألوان الساخنة كالبني والأحمر والبرتقالي لكنها تجد حاليا ضالتها في الألوان الهادئة «كأنني أبحث عن الضوء والهدوء. وأوضحت (ثريا ليسر) أن عملها يزاوج بين التجريد واللصق مع استعمال عدد من المواد في اللوحة.. وأضافت «إنني أستعمل الرموز باعتماد أشكالها الهندسية، وهي تشبه حروف تيفيناغ، أما بخصوص الدوائر فقد قيل إنها تشبه الحياة أو أصل العالم، لكن ما يعجبني في هذا العمل هو المادة التي ألصقها وليس ما أريد إظهاره. لا أريد أن تبقى اللوحة مسطحة بدون نتوءات».