استراتيجية المغرب تجاه حكام المدينتين المحتلتين تثبت جدواها.. أصبحت العلاقات مع المغرب أهم موضوع للمزايدات الانتخابية بين الأحزاب الإسبانية. ففي خضم الحملة الانتخابية لاستحقاقات 28 من هذا الشهر، عادت نظرية «الخنق الاقتصادي» لمليلية المحتلة من قبل المغرب، إلى واجهة خطابات المرشحين، وهو الاتهام الذي وجهه رئيس المدينةالمحتلة إدواردو دي كاسترو المنتمي للحزب الاشتراكي العمالي للمملكة المغربية. وأوضح في مقابلة مع «إلبيريوديكو» أن «الجمارك التجارية، التي تأسست عام 1860، أغلقت من جانب واحد من قبل المغرب في 1 غشت 2018، وبعدها جاء الوباء، الذي استخدمته الرباط – حسب رأيه -كذريعة لوضع حد للتجارة». وأشار دي كاسترو، المرشح لانتخابات 28 ماي، إلى أن هذا الإغلاق يعود إلى استثمارات المغرب «في ميناءين مهمين للغاية في طنجة والناظور اللذين من المفترض أن يولدا – حسبه - الثروة وفرص العمل. واعتبر دي كاسترو أن المغرب يستخدم حسب رأيه سياسات «المنطقة الرمادية» الهجينة التي اعتبرها حربا دون الاضطرار إلى القتال، بل فقط من خلال إجراءات الضغط وخنق المدينة اقتصاديًا». وحرص رئيس المدينةالمحتلة على انتقاد دعم رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، لمبادرة الحكم الذاتي المغربية. وقال:"لا أعرف لماذا غير موقفه دون استشارة أحد. وكان لدينا موقف وكان ينبغي الحفاظ عليه". في إشارة للاستمرار في استخدام ورقة الصحراء المغربية لابتزاز المغرب. ويذكر أنه بعد ساعات قليلة من إعلان الديوان الملكي عن دعم سانشيز للمبادرة المغربية في الصحراء، كان إدواردو دي كاسترو قد أعرب عن سعادته ب «المرحلة الطموحة الجديدة التي تبدأ بمسار واضح» في العلاقات بين المغرب وإسبانيا. وكان زعيم الحزب الشعبي الإسباني ألبيرتو نونييث فيوخو بدوره قد استغل زيارته أخيرا لمدينة مليلية المحتلة لينتقد ما سماه نوايا المغرب، في إشارة إلى عدم تنازل المغرب عن المطالبة باسترجاع المدينتين المحتلتين. وجاءت زيارة زعيم الحزب الشعبي اليميني المعارض في إطار الحملة الدعائية للانتخابات التي ستعرفها إسبانيا في 28 من هذا الشهر، والتي يتطلع الحزب الشعبي إلى الفوز بها.