صدر أخيرا عن دار النشر «أ.سي.إغ» بباريس كتاب للرسام المائي الفرنسي شارل كريفل تحت عنوان «المغرب، شارل كريفل .. مسار فنان من منطقة بروتان ويعد الكتاب، الذي يقع في 264 صفحة تتخللها 580 لوحة مائية، دعوة حقيقية للسفر في أعماق حضارة أخاذة ورائعة وفق رؤية متميزة نابعة من عمق تجربة حقيقية لفنان من طينة شاركل كريفل. ويستحضر المؤلف في هذا الكتاب 25 سنة من عشقه للمغرب، مقترحا طريقة فريدة وشخصية جدا لسبر أغوار المملكة والارتحال بين أحضانها من طنجة إلى سيدي إفني ومن الصويرة إلى مرزوكة. وقد دأب الرسام الفرنسي منذ سنة 1983 ، حين بدأ يختلج في أعماقه حب خاص للمغرب ولطبيعته وثقافته ومعالمه العمرانية، على جلب عدد من اللوحات المائية المستوحاة من عين المكان مرفقة بعدد من الرسوم التخطيطية التي غالبا ما كانت مواضيعها لصيقة الصلة بالأسواق أو بمن صادفهم من أشخاص في كل مرة كان يزور فيها المغرب. وشغلت الأماكن المفضلة لهذا الرسام كمراكش ومعالمها وأسواقها والصويرة بألوانها المتميزة ومرتفعات الأطلس وكذا المساحات السهلية للمناطق الجنوبية، حيزا كبيرا من لوحاته. وينقسم الكتاب إلى أربعة فصول، خصص أولها لسيرة المؤلف الذاتية، والثاني لشمال المغرب، والثالث للصويرة ومراكش والرابع للجنوب ومرتفعات الأطلس. وأكد الفنان التشكيلي كريفل أن السفر والرسم في المغرب شكل على الدوام بالنسبة له مصدر سعادة خاصة، ملاحظا أن المغرب الذي سافر بين منعطفاته وسكن العديد من أمكنته على مدى سنين عديدة هو البلد بامتياز الذي أثار حماسته أكثر، لأنه يحبل، برأيه، بكل تلك العناصر المناسبة لتوجه فني قريب من مسلك المستشرقين.