تحتضن بلدة بدافينا (شمال شرق البلاد)، منذ الخميس الماضي معرضا للصور يعكس التحولات العميقة والإنجازات التنموية الكبرى التي شهدتها الاقاليم الجنوبية للمملكة منذ عودتها إلى حوزة الوطن الأم، وهي التحولات التي أثارت إعجاب الزوار الإيطاليين والمغاربة. فتحت شعار «الصحراء المغربية بين الماضي والحاضر»، تنظم جمعية الصداقة الإيطالية -المغربية بتعاون مع جمعية رباط الفتح للتنمية المستدامة، هذا المعرض الذي يرسم بالصورة، التطور الملحوظ الذي شهدته الأقاليم الجنوبية للمملكة منذ ملحمة المسيرة الخضراء إلى غاية اليوم. ويقترح المعرض على زواره، من خلال روبورتاج مصور معد بشكل جيد، زيارة عدد من مناطق الصحراء المغربية، التي تحولت من فضاءات جرداء إلى مناطق يعمها الرخاء والازدهار. وهكذا، يقدم المعرض، الذي زين بصور لجلالة الملك محمد السادس وجلالة المغفور له الحسن الثاني مبدع المسيرة الخضراء، الانجازات الكبرى التي تحققت في مختلف المجالات لما فيه مصلحة ساكنة الأقاليم الجنوبية المتعلقة بوطنها الأم. فجولة في هذا المعرض، الذي تتوسطه الأعلام الوطنية، كفيلة بمنح زائره فكرة واضحة عن المسار الذي تم قطعه، ليس فقط على مستوى التعمير ولكن أيضا على مستوى إرساء البنيات التحتية، ولا سيما الطرق، وكذا في قطاعات أخرى لا تقل أهمية عن سابقاتها مثل الفلاحة والصيد البحري والصناعة التقليدية والتربية والرياضة والاتصال والنهوض بالمرأة، وبصفة عامة الأنشطة التي تخلق مناصب الشغل. ويعكس المعرض، الذي يبرز قسم المسيرة الخضراء، أيضا البعد الإنساني الذي يستطيع الزائر تلمسه بسهولة، والمتمثل في الاندماج التام للمواطن المغربي الصحراوي في دينامية التنمية التي تم إطلاقها، وتشبثه بالمؤسسات المقدسة للمملكة، وفي مقدمتها شخص جلالة الملك محمد السادس ضامن وحدة البلاد وسيادتها. كما يقدم المعرض لزواره مادة أدبية غنية مؤلفة من منشورات وكتب لمؤلفين مغاربة وأجانب باللغات العربية والفرنسية والإسبانية والإنجليزية، من أجل إطلاعهم على شرعية الموقف المغربي بخصوص هذه القضية، والكشف عن الأهداف الحقيقية لأعداء الوحدة الترابية للمملكة. وتميز حفل الافتتاح، الذي احتضنته قاعة بلدة بيدفينا بحضور العديد من الشخصيات الإيطالية، ولا سيما ممثلي السلطات المحلية والمنتخبين والمثقفين والصحفيين، ورجال الأعمال. ويندرج المعرض في إطار تظاهرة يشمل برنامجها ندوة حول الصحراء المغربية وعرض فيلم وثائقي يعكس معاناة محتجزي مخيمات العار بتندوف. ويشارك في هذه التظاهرة الهامة، التي تسعى لأن تكون إسهاما من المجتمع المدني في التعريف بالقضية الوطنية وفضح المناورات التضليلية لاعداء الوحدة الترابية للمملكة، وفد هام عن جمعية رباط الفتح يقوده كاتبها العام السيد مصطفى الجوهري. ويضم الوفد أيضا عضوين سبقا لهما أن شغلا منصب قنصل للمغرب بإيطاليا وهما السيدان محمد بنحساين (ميلانو) ومحمد لمدور (روما). وبدعم من جمعية الصداقة الإيطالية-المغربية برئاسة السيد عبد الرحيم البرقي، شهدت هذه التظاهرة تنظيم أمسية فنية، أحيتها مجموعة موسيقية إيطالية، تمكنت من أداء أغاني باللغة العربية أمام اندهاش وغبطة الحضور المغربي والإيطالي الكثيف.